Thursday 03/07/2014 Issue 15253 الخميس 05 رمضان 1435 العدد

الشخصنة

هالة عبد العزيز الكحيلي

نعاني اليوم مما يسمى -بشخصنة الأفكار-، ونقصد بها تحويل الفكرة من فكرة مجردة إلى فكرة مجسدة تتمحور حول شخص معين.

لذا نجد أن قبول الفكرة أو رفضها متوقف على قائلها، فإن كان القائل ممن له جمهوره راجت الفكرة وانتشرت، وإن كان القائل غير ذلك رُفضت فكرته وقد تحارب.

بعض الناس ما زالوا يعيشون في ظل الأشخاص لا في ظل الأفكار، وقد بيّن مالك بن نبي في كتابه -مشكلة الأفكار- (أن الإنسان في أطواره يمر بثلاث مراحل: مرحلة التعلق بالأشياء ثم مرحلة التعلق بالأشخاص ثم مرحلة التعلق بالأفكار).

وكثير هم الذين طال مكوثهم في المرحلة الثانية مما ولّد لدينا مشكلة أن حواراتنا حول الأفكار تتحول من حوارات موضوعية إلى سجال شخصي، متناسين أن ديننا أمرنا بالبحث عن الحكمة المجردة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها).

وإذا أردت أن تدرك الأمر بوضوح عليك بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لتدرك حجم المشكلة التي نعانيها!!

لنكن منصفين ولنناقش الآراء والأفكار بموضوعية وعدل مبتعدين عن مبدأ الكره أو الإعجاب لأصحابها.

لنُعد للأفكار قيمتها في إطار منعزل عن الأشخاص.

دمتم بخير