Thursday 03/07/2014 Issue 15253 الخميس 05 رمضان 1435 العدد

نصيحتي إلى شباب الوطن:

عزُّوا وطنكم لتعزوا .. وأكرموه لتسعدوا

إشارة لما كتبه الأخ (إبراهيم الماجد بالجزيرة يوم الـ28 من شعبان 1435هـ بعنوان حقوق الوطن.. وعقوق الأبناء) (وإلى ما كتبه الدكتور عبدالرحمن الشلاش بعنوان مواطن بدرجة بروفيسور) تحدثا في مقاليهما عن حب الوطن وأنه مقدم على كل شيء وواجب الشباب نحو وطنهم أما أنا فأقول: إنه من المعلوم أن الشباب هو عماد الأمة وذخرها وهو سلاحها وحاميها بعون الله سبحانه والمثل يقول (الوطن الذي لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه) وحقاً انه مثال رائع ودليل ساطع على حب الوطن وكل وطن لا يحميه أبناؤه فستتقاذفه العواصف الهوجاء وستتقاسمه الشعوب الظالمة المستعمرة سواء المجاورة أو البعيدة عنه، ولقد رأينا كم عانى الوطن العربي خاصة ومعظم الأوطان الإسلامية عامة من الاستعمار البغيض الذي جثم على الصدور واستنزف الخيرات وكبل شعوبها بفتح أبواب المنكرات والتنكر لدينهم العظيم الذي أنزله الله على نبينا محمد بن عبدالله وشباب أي وطن ان لم يجعلوا وطنهم في قمة أولوياتهم الحياتية فلن يهنؤوا بالعيش ولا بالراحة النفسية ولا للطعام طعم ولا للشراب لذة ومن يرخص الوطن في عينه فلاشك أنه عاق كل العقوق لوطنه، ومن عقوق الوطن انكار أفضاله والنيل منه ووصفه بالمغلق والبعد عن كل ما يسمى بالتطور والتحدث باستحقاره عند قياسه بدول الغرب التي تتصف بالحريات المطلقة والعاق لوطنه ولدينه هو من لا يهتم باظهار فضل هذه الأمة على سائر الأمم {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وهذا الوطن على سائر الأوطان الذي تميز بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله فأقام الحدود ورسخ المبادئ الإسلامية التي تحض على اقامة الشعائر الدينية بكل حرية ويدعو إلى الاخوة والرفق والتراحم تلك الصفات لا مثيل لها في أي من أديان دول العالم ولاشك أن وطناً مثل وطننا الحبيب يجب ألا يرخص في عيون الشباب من بنين وبنات ولا تهتز مكانته مهما كانت الظروف والشيء الملفت للنظر أننا نسمع كثيراً من الشباب والشابات حينما يتسامرون تجدهم يتهمون وطنهم بالتأخر عن الآخرين لما يرونه من بريق الحضارة الفاسدة لدى البعض من الشعوب الأوروبية أو الأمريكية فتجدهم يتبادلون النكات والسخرية بوطنهم بحكومتهم ومسؤوليها والسخرية بأهليهم ويتبادلون الأماني بالهجرة والعيش بأي من تلك الأوطان لأنها لا تمنع السفور ولا السكر ولا العهور ولا المسارح وحقيقة لو أن هؤلاء الجاحدين سألوا من عاش بأي من تلك البلدان لا سيما من عاشوسنوات الابتعاث وأجابوا عن حقيقة الأمر لعلموا لا وطن سوى وطنهم ولا دين غير الإسلام فلو سألوا عن الضرائب التي يدفعها كل مقيم على أراضيهم ولو سألوا عن تطبيق أنظمة بلدانهم بحذافيرها إن لم يكن تنفيذها بالمروة فبالقوة ولو سألوا عن غلاء المعيشة والسكن لترحموا على من يعيش هناك ولسألوا الله الثبات ودوام العيش بوطنهم على أية حال وكما يقول المثل وطنك لا يرخص عليك مهما كانت الظروف قاسية فكيف يحدث لأي منا أن يتنكر لوطنه وقد أظلته سماؤه وافترش أرضه وشم نسيم هوائه وارتوى من معين مائه وأكل من خيرات أرضه ونهل من علومه، بل ورضع ثدي أمه، فما أحلاه من لبن وما أحلاه من وطن احتضنها فنصيحتي لأبنائنا شباب وشابات ألا يرخص وطنكم أمام أعينكم فيسهل عليكم النيل منه وألا يهون عليكم انتقاصه من قبل الآخرين ومن ثم الحاق الأضرار به وبأهله ولقد رأينا وسمعنا استجابة من بعض الشباب والشابات لتلك الغربان الناعقة والبوم الصارخة وصدقوهم فيما يزعمونه من خلل في وطننا حتى أنهم صاروا يتسامرون ليتبادلوا تلك الاتهامات لوطنهم ويسخرون منه ومن حكومته ومسؤوليه ولكن الذي يفرحنا أن الأكثر من الشباب والشبابات هم الذين يتمتعون بعقول ناضجة وأفكار نيرة فتراه يتجاوزون تلك المهاترات من اتهامات ومقذوفات على وطننا الذي لا نريد له بديلا حتى ولو ربطنا الحجارة على بطوننا نتضور جوعاً ويفرحنا وعيهم وادراكهم لما ينفعهم في أمورهم الدينية والدونيوية، أيها الشباب عزوا وطنكم لتعزوا وأكرموه لتسعدوا واحموه لتطمئن لكم الحياة فيه ويهنأ لكم العيش على أرضه الغالية وإياكم إياكم وإنكار جميله وجحدان أفضاله فليس الجوع فيه عيباً ولا الانقياد له محرماً ورددوا فهذا وطني لا أرضى به بديلا واعلم أن حب الإنسان لوطنه يكون بحجم عطاءاته المتدفقة للوطن، العطاءات التي لا تتوقف حتى آخر نبضة لقلبه المترع بالحب لكل شبر على ثراء الوطن الغالي.

واقرؤوا إن شئتم ما سطره الاخوان (الماجد والشلاش) لتحسوا بعمق المواطنة لديهم وجدهم في النصح لكم أيها الشباب من بنين وبنات، وأخيراً فإن الأمن في الوطن هو لذة في الحياة لذة في العيش أمن الوطن لا مثيل له حتى مع وجود الظلم وقسوة العيش الأمن في الوطن لا يقارن بأية منفعة أخرى ونم قرير العين وتسبح بين أحلامك فهذا خير لك من مواجهة الظلم والقهر والسخرية وسلب المال وهتك الأعراض ونهب الممتلكات، وإلى الأمام إلى الأمام وبالله التوفيق.

- صالح العبدالرحمن التويجري