Friday 04/07/2014 Issue 15254 الجمعة 06 رمضان 1435 العدد

نص

رسالة من صمتي

أعني بأنهم رحلوا..

نعم لا شيء تغير سوى أني نويت كتابة هذه الرسالة للموتى

اغفروا لي ما سأكتبه من ضباب ووطن وظل!

هذه الرسالة لا تعنيكم، معنية لرجل ولصديقه تحت أرضي على يقين بأنهم يرونها الآن.

«صباح الخير أنت معي دائماً كأنك كنت مستعجلاً في إنهاء دورك لمسرحية الحياة»!

لم أتوقع أني سأجدك هنا فيما أكتبه بالتحديد..

تستطيع رؤيتي؟ أرسل لي إشارةً. أو صوتاً. ابعث لي سالة من العالي في حاجة ماسة إليها.

فتحت النافذة للتو، لفحني وجه الرياح بصباح الخير!

أن هناك من يدللني.. أنت بالأعماق وتحس بي، أشعر بذلك..

أتدرك قيمة الأشياء في غيابك؟!

إنهم يضعوني على هامش العاصفة والنسيان، ولا أجيد الهرب..

فأنت ملتصق بي.

مقالك الأخير وكوب القهوة، هذا الكوب أعنيه جيداً.. يعبثان بعزلتي ويكسراني بك.

أخبرتك مسبقاً بأنك رجل غير مدرك حين تنشد بصوت المدينة.

تخيّل في كل مرة أقف بها على الرصيف، شوق المدينة يعذبني، فأتذكر لحنك الهادئ.. لحظة الدفء الذي ملأني كشال بنفسجي لففته حول عنقي واختنقت به!

أسمع هذا «حبيبي يا حبيبي كتبت اسمك على صوتي.. كتبته في جدار الوقت.. على لون السما الهادي.. على الوادي.. على موتي وميلادي».

صوتك النشاز يدندن الأغنية في رأسي.. أنا أحبك..

يا رجل بحق من جعلك تنمو في العمق أنت تقرأ رسالتي الآن!

- مرام صالح

@i_mem1