Saturday 05/07/2014 Issue 15255 السبت 07 رمضان 1435 العدد
05-07-2014

الحسنات يُذهِبن السيئات

في هذا الشهر الكريم تتضاعف الحسنات بالصيام والقيام، وزيادة الصدقات، والبحث عن المحتاجين، وسدّ رمق الفقراء من المسلمين الصائمين في مختلف الدول المسلمة. والإحسان ضد الإساءة، والإحسان يكون للنفس، ويكون للغير من المخلوقات، ولا يكون لله، فهو أكرم وأكمل من أن يساء أو يحسن إليه. وأكثر ما يقدمه المرء إحساناً للغير سواء في هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات أو في الأشهر الأخرى كمنهج نبوي يتبعه في حياته هو الإحسان لكل الناس، زوجاً، وولداً، وجاراً، ووالدة، كما في قوله تعالى {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النساء 36).

فالحسنات يذهبن السيئات من منطلق العمل الصالح للأهل والجار والمجتمع الذي سيناله من ثمرات هذا الإحسان الكثير، لأن الكل مطالباً بالإحسان ليس على مستوى بيته فقط، بل للإحسان مجالات كثيرة منها:-

1 - الإحسان إلى المكان: ويتجلى في الاهتمام بنظافة الأماكن من بعدنا، وأماكن التنزه والتجول والعمل، والحارة والشارع، ويكفي أن الكثير من الكتب الفقهية خصصت توجيهات عظيمة لتعليم الإنسان النظافة والطهارة وكيف يحافظ على نظافة المكان.

2 - الإحسان إلى الحيوان:- وذلك بعدم الإساءة لها، ومعاملتها برفق، ويكفي أن الذبيحة علينا أن نحسن ذبحها!

3 - الإحسان إلى النبات:- وذلك برعاية الأشجار وعدم إبادتها بهدف التوسع السكني، والمحافظة على سقياها بمياه غير ملوثة.

4 - الإحسان في الإنتاج:- وهو التقيد بالمواصفات الإنتاجية، والنزاهة في ذلك.

5 - الإحسان إلى الوطن:- ويكون بالغيرة على الوطن الأم ومحبته وسمعته أمام الأجانب، والتصدي لمن يعتدي عليه، وعدم السعي للتشهير بسلبياته وتجاهل إيجابياته، وخاصة أننا بلد الحرمين الشريفين الذي تتجه له القلوب المسلمة على مستوى العالم.

6 - الإحسان إلى النفس:- وهذا يشتمل على قسمين «الإحسان للجسد» بالمحافظة على الصحة العامة والعناية بالملبس والنظافة الشخصية مما يجعله شخصاً مقبولاً. وقسم «الإحسان للنفس» وهو يختص بالتقوى الفردية وإقامة العبادات وتكون بها الطاعات التي تكفر من السيئات وتزيد من رصيد الإنسان في مصرف رب العالمين (مرجع محمد شحرور، الإسلام والإيمان، 96م). وما سبق من أمثلة الإحسان تدخل في الآية الكريمة {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة 112) وهذه الأوجه من الإحسان في النشاطات الدنيوية التي أشير إليها في مقالة اليوم، فالدنيا مزرعة الآخرة، فإذا فهمنا ذلك صار للحياة معنى وطعم وهدف.

فالكل مطالب بالإحسان في بيته وأهله، وعمله، والحي الذي يسكن فيه، والإحسان مع المخلوقات الأخرى سواء كانت بشرية أو نباتية أو حيوانية، وهذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لمسح السيئات السابقة في الأشهر الماضية بمضاعفة الحسنات، ويكفينا عدلاً ورحمة من رب العالمين بأن ميزان الحسنات لا يتضاعف إلا بالحسنات وليس بالسيئات كما في قوله تعالى {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (الأنعام 160).

moudyahrani@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب