Sunday 06/07/2014 Issue 15256 الأحد 08 رمضان 1435 العدد
06-07-2014

الموت الرمضاني

خلال الثلاثة الأيام الأولى من رمضان، صادفتُ ثلاث حوادث مميتة، الأول على جسر الخليج، أمام المستشفى العسكري. الثاني في الدائري الشرقي بين مخرجي 13 و12. الثالث في طريق العروبة قبل مخرج أبي بكر الصديق. والسبب الوحيد للحوادث الثلاثة هو السرعة الجنونية، في أوقات لا تكون الشوارع فيها مكتظة بالحركة، إما قبل التاسعة صباحاً أو بعد الخامسة عصراً.

كم من حادث مميت شاهده غيري في كل مدن المملكة في الأسبوع الأول من رمضان؟!

شاهد العيان الذي روى قصة الحادث الذي راح ضحيته قائد سيارة متهور، تجاوز الإشارة الحمراء وهو يقود سيارته بسرعة جنونية، في مدينة الخبر قبل يومين ، ليصطدم بسيارة شخص آخر ملتزم بكل القواعد المرورية، ويرديه قتيلاً، يجب أن تسجّل في كل المواقع وأن تُنشر مع القصة صور الحادث المرعبة، التي انشطرت فيه السيارتان بسبب قوة الارتطام. يقول الشاهد من ضمن ما قاله:

- كنت واقفاً أمام الإشارة الحمراء، والشخص الذي على الخط الآخر بدأ يتحرك بكل هدوء بعد أن أضاءت إشارته الخضراء. وما هي إلاّ ثوانٍ حتى ارتطمت به سيارة متجاوزة للإشارة الحمراء. لقد عبرت السيارة بجانبي كأنها طلقة رصاصة، وكان صوت الاصطدام أشبه بالانفجار، ولم أصدق أني نجوت من الموت.

هكذا خلال ثانية، تذهب روحان، إحداهما لمتهوِّر لا يعبأ بالأنظمة ولا بحياة الآخرين، والثانية لإنسان بريء خرج يبحث عن الرزق لأبنائه، ملتزماً من أجلهم بكل الأنظمة والقوانين. هكذا في ثانية، يختفي شخصان من الوجود، وكان من الممكن أن تكون عائلتاهما معهما، لولا لطف الله.

مقالات أخرى للكاتب