Sunday 06/07/2014 Issue 15256 الأحد 08 رمضان 1435 العدد

عذراً صديقتي

إلهام علي عسيري

أعرف أن الصد حقارة، والتجاهل جبن وخيبة، حينما تكون من الأصحاب فذلك الخذلان الساذج لا يمكن لأي عذرٍ في ظرفه الزماني والمكاني أن يُقبل، ولا يمكن أن تفي كل كلمات الاعتذار المجتمعة في لغتنا بأحرفها الثمانية والعشرين بكل تراكيبها وصيغها، أعلم ذلك جيداً جيداً، لك يا صديقتي كل القرارات التي تعرفين أنها ستؤدبني وتوبخني وتوقظ ضميري الحي!! لك كل الحق في كل ردود الأفعال التي تعرفها كل الأطياف البشرية، فيما يكون تجاه الصاحب الذي يتهاون في شد أواصر الصداقة النقية ويترك الرياح الغربية والشرقية تؤرجحها يمنة ويسرة، ولك أيضاً مطلق الحكم في عذري وفي تبريري! إن شئت فاقبليه تكونين أنتِ هي أنتِ التي لا يختلف على رحابة صدرها وصدق منطقها وعلانيتها اثنتان، وإن شئت فارميه في غيابة الجب فلا لوم عليك اليوم.

لم تكن روابطي فيك روابط صداقة فقط، بل هي روابط إخاء واعتزاز وتواصل.. أعلم أنك ستصدرين ضحكات السخرية وستصابين بالدهشة حين تقرئين كلامي هذا. لكن تذكري يا صديقتي (إذا عرف السبب،، بطل العجب). لا أعرف هل أحتاج حينما أبدأ بسرد أسبابي أن أطلق المحاليف وأردد القسم حتى أتيقن تماما أن أعذاري لامست قعر قلبك ومست وجدانك وقبلها عقلك قبولا حسنا. ظللت أدعو الله أن أجد مخرجا من هذا الطريق المتهالك الذي دخلت إليه من غير قصد ولا تخطيط ولا حتى دراية. فقط أدخلني إليه تخبطي وسوء تدبيري، كلما أردت العودة وجدت طريق العودة وعرا أكثر من ذي قبل متهالكا عاثت به العواصف والرياح حتى حطمت كل أركانه، قررت المضي قدماً لا أعرف إلى أين سأذهب لكني مجبرة على المضي فلا خيار أمامي. أراك أمامي وتنظرين إلي.. أسمع كلماتك فأطأطئ رأسي خجلا منك، أرى يداك تمتد إلي لانتشالي من هذا الوحل الخرب لكن يداي لا تقوى على أن ترقى لمستواك،، في المرة الأخيرة أقسم لك أنني اقتربت منك لكن دهشتي من تقريبك للمسافات بيننا جعلتني أفضل أن أمسح دموعي بكف، وأن أجمع شتات نفسي بكف آخر، أنا شارفت على اجتياز هذا الدرب الموجع الكالح الوعر. وكلي أمل أن أجدك أول المعانقين لي المهنئين لي باجتيازه.. صدقيني في هذا الدرب لا أحد سوانا أنا المتسابق وأنت الحَكَمْ، أنا الغريق وأنت المساعد، أنا الوحيد وأنت المؤازر..

لم يتبق لي سوى الوصول فكوني أنتِ المُهنئ.

صديقتي أنا أعتذر لأني لم أكن كما أريد أنا أولاً.. لم أستطع الوقوف إلى جانبك في أمر قدره الله عليك.. اختبرت نفسي في الوفاء وفي الوقفة الصادقة مع من أحب فوجدتها تلتهب من الداخل لكنها هشة ضعيفة منكسرة فأردت أن أؤدبها وأربيها وأعلمها قسوت عليها فقسوت عليك أيضاً دون أن أشعر، اعذريني إن أخطأت في حقك مرة تلو مرة. وخذي دوماً بيدي وبخيني هزئيني اجمعي معي حطام انكساري لنضعه هناك جانباً. ساعديني أن ابني لي صرحاً في الداخل لا ينكسر. عذرا صديقتي أنسى نفسي حينما أسرد احتياجاتي لك. فقط أريدك أن تعذريني فقط.