Wednesday 09/07/2014 Issue 15259 الاربعاء 11 رمضان 1435 العدد
09-07-2014

أعداء الوطن...أعداء الدين

في مشهد خاشع اُستشهد وهو صائم أحد رجال هذا الوطن وهو يحرس أمنه وحدوده, قتله مجرمون لم يراعوا حرمة الزمان ولا حرمة الدم الحرام, استشهد دفاعاً عن الأرض والمقدسات, وكان الله لهم بالمرصاد فخرّ من خرّ منهم قتيلاً ذليلاً مجرماً وأُسر من أُسر ليكون دليلاً على هذه العصابة الخارجة على الدين والوطن، ألم أقل إنّ من يعادي هذا الوطن فهو يعادي هذا الدين؟ دليل حي كان فهد الدوسري شهيد شرورة الصائم المرابط، قتلوه في الشهر الحرام وفي يوم عظيم يوم الجمعة وهو صائم!! كيف سيلاقون الله بكل هذه المحرمات؟؟!!

هل هؤلاء يعرفون شيئاً عن الإسلام؟ هل هؤلاء يعرفون أنّ دم الإنسان أي إنسان حرام فضلاً عن المسلم؟؟ هل هؤلاء يمارسون إرهابهم تديناً؟ هل وهل .. أكثر من سؤال لم يَعُد محيراً في ظل ما عرفنا عن هذه الفئة الخارجة التي أخبرنا عنهم قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: ( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ...) الحديث.

هؤلاء هم الخوارج، وهؤلاء هم من يقومون بقتل المسلمين والمعاهدين بدون سبب، فالكل في نظرهم كافر حلال الدم والعرض والمال!

لقد أبان علماء المملكة منذ عقود خطر هؤلاء، وكان لي شرف محاورة بعضهم من خلال طرح بعض الأسئلة في هذا الشأن، بدءاً من سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وكذلك بعض أعضاء هيئة كبار العلماء والهيئة الدائمة للإفتاء أمثال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - والشيخ عبد الله بن جبرين - رحمه الله -، وغيرهم من علماء المملكة وأساتذة الشريعة.

إن مسؤولية العلماء مسؤولية كبيرة في بيان خطر هذه الجماعات ومحاورة من يعيش حيرة أو شكاً في خروجهم على الإسلام ومنهجه القويم، وأن هؤلاء من أشد أعداء الدين ومن أعظم البلاء على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

واليوم ونحن نواجه أكثر من خطر يرتبط كله بجماعات تتصف بأنها إسلامية، وتستخدم لغة شرعية قد تجر بعض الجهال وقليلي الفقه والعلم إلى الانزلاق إلى أتون الجريمة والخروج من الدين والضرر بالبلاد والعباد، أقول ونحن نعيش هذه الظلمة الفكرية الخطيرة، فإنني أرى أهمية الحملات الفكرية النوعية وليست الحملات ذات الصورة المنمقة والنتيجة الهشة.

والله المستعان..

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب