Wednesday 09/07/2014 Issue 15259 الاربعاء 11 رمضان 1435 العدد
09-07-2014

انحدار فضائي

الله يحلل الحجاج عند ولده، هي المقولة التي تنطبق اليوم على من يُتابع الأعمال الفنية السعودية أو (المتسعودة) رمضانياً، وما احتوته من تجاوزات أخلاقية ودينية، فيا ليت قومي يعلمون عندما هاجموا وحاربوا (طاش ما طاش) في سنوات مضت؟!

هل كان يجب على طاش ما طاش وجيله (دفع الثمن) عندما لم يتقبل المجتمع فكرتهم الرمضانية؟ وما هو موقفنا أمام ما تنتجه الفضائيات الخليجية والعربية من أعمال رمضانية مقارنة بموقفنا من المشروع السعودي طاش؟ في هذا العام غاب الثنائي السعودي الأكثر تعرضاً للنقد (السدحان والقصبي)، بعد انفصالهما الشهير قبل 3 سنوات، وخرج جيل سعودي جديد يقدّم منذ أكثر من (ثلاثة أعوام)، أعمالاً فنية على عدة فضائيات عربية، ولكنهم لم يواجهوا ما واجهه (السدحان والقصبي) من نقد؟!

يجوز لنا أن نتساءل: هل كنا في المجتمع السعودي نظلم (طاش ما طاش)؟ ونحمل المسائل ما لا تحتمل؟ عندما حاسبناهم بقسوة وشدة، وعندما اتهمناهم بعدم احترام مشاعر الصائمين في رمضان، وتسلخهم من حزمة الأعمال الرزينه بتقليد ومهاجمة (المشايخ والدعاة)، وإدخال الغناء في رمضان، وبث أفكار هناك من يراها (مسمومة)؟ أم أن الحقبة الزمنية تغيَّرت، والناس بدأت تتقبل مع كثرة ما تشاهده على الفضائيات؟ أم أن المُنتج للأعمال المتسعودة حالياً (غير محلي)، وبالتالي نحن فقط نقف أمام ما تنتجه قنواتنا الرسمية؟! وإذا كان كذلك فهل ما نلمسه من أعمال جريئة في (رمضاناتنا المتأخرة) سواء على السعودية الرسمية، أو الفضائيات الأخرى، هو نتاج (لطاش ما طاش)؟!

قبل سنوات - قليلة - كانت التهمة تطال قنوات فضائية محددة، وبرامج رمضانية معينة، وأعمالاً فنية بذاتها، بأنها لا تحترم خصوصية شهر رمضان، ولكن الأمور تطورت كثيراً وزاد (الانسلاخ الأخلاقي)، مع صمت معظم الجمهور الذين ينحسر دورهم في المشاهدة فقط، هناك من يحاول التغيير, ومن الظلم محاسبة قناة أو برنامج وترك البقية، وعلى رأي المثل (الشق أكبر من الرقعة)!!

إذا كنا صادقين في تعديل مسار الأعمال السعودية الفنية (الرمضانية)، فيجب أن ننسى رمضان الحالي، ونعمل لضبط مشاركة (الفنانين السعوديين) من الجنسين في (رمضان المقبل)، بخطوات عملية وتنظيم رسمي لوقف (الانحدار الفضائي) الذي بات وقوده شبابنا وبناتنا، إما بحثاً عن المال أو الشهرة!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب