Wednesday 09/07/2014 Issue 15259 الاربعاء 11 رمضان 1435 العدد
09-07-2014

ناصر عبدالله البيشي

كلنا نعرف تمام المعرفة أن إدارة مكافحة المخدرات أحد أجهزة الدولة الهامة نظراً للدور الذي تقوم به والمسؤوليات المناطة بها، ومن هذا المنطلق أخذت أسأل نفسي عن مدى العلاقة التي تربط المواطن برجال مكافحة المخدرات، هؤلاء الرجال الذين جندوا أنفسهم من أجل القضاء على هذا العدو الذي غزا مجتمعنا الإسلامي وبشكل مخيف، وذلك من خلال أعداء الإسلام الدين يحاولون تدمير شباب الأمة الإسلامية بكل ما يملكون من خبث ودهاء.

قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ صدق الله العظيم.

ومن هذا المنطلق لابد أن نقف تحية اجلال وتقدير لإدارة مكافحة المخدرات ومنسوبيها بدون استثناء على ما يقدمونه من مجهودات جبارة تجاه مكافحة هذا العدو وأقصد به المخدرات بجميع أنواعها.

نعم إن أعداء الإسلام يحاولون أن يدمروا شباب الأمة الإسلامية بكل ما يملكون من خبث ودهاء، إذاً كمواطنين نعيش على أرض هذا الوطن العزيز لابد أن نمد يد العون لرجال مكافحة المخدرات هؤلاء الرجال الذين نجدهم يعرضون أنفسهم للمخاطر من أجل حماية واستقرار أمن الوطن ولابد أن نقف معهم ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وكرامة هذا الوطن الذي تربينا تحت سمائه وأكلنا من خيراته.

ونحن كمجتمع مسلم يجب أن نكون عوناً بعد الله عز وجل لرجال المخدرات وأن لا نترك محاربة المخدرات وضعفاء النفوس للجهات المسؤولة فقط بل يجب أن نمد لهم يد العون وأن لا نتستر على هذه الشرذمة ونتركهم ينشرون سمومهم في مجتمعنا المسلم.

ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن أعداء الإسلام يصدرون كميات كبيرة جداً من جميع أصناف وأشكال المخدرات إلى بلاد المسلمين من أجل القضاء على شبابهم، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}.

أكيد أن هذا بيان من الله تعالى لعباده المؤمنين لما في الخمر والميسر من أضرار سواء كانت صحية أو أخلاقية أو اقتصادية لكون الإنسان إذا تعاطى المخدرات وأدمن عليها سهل عليه ارتكاب المنكرات وهان عليه أمرها.

نعم.. لا للمخدرات التي خربت بيوتا كثيرة وشردت أهلها وحطمت شبابا في ريعان شبابهم.

لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المخدرات بأنها (داء) حيث يروي طارق بن سويد الجعفي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه وكره أن يصفها فقال إنما أصفها للدواء، فقال إنه ليس بدواء ولكنه (داء) قال قلت يا رسول الله إن بأرضنا أعشاباً نعتصرها فنشرب منها قال لا. فراجعته قلت إنا نستشفي للمريض فقال إن ذلك ليس بشفاء ولكنه (داء). روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال نزل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافيا. نزلت الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ}.

ونحن نتفق مع (توينبي) في رأيه عندما قال ان الإسلام هو خير علاج لمشكلة المخدرات والخمور لكون الإسلام يحافظ على الإنسان ويوفر كل مقومات الحياة ويحرم الاعتداء عليه واهدار كرامته بأي صورة من الصور {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} (153 سورة الأنعام).

الرياض

مقالات أخرى للكاتب