Sunday 13/07/2014 Issue 15263 الأحد 15 رمضان 1435 العدد
13-07-2014

سياحة في بيت

رفلا وطملة!

هاف الحشا وعيونها سود ووساع

رعبوبةً ماهيب رفلا وطمله

محمد حمود محمد الترز

أما الشاعر فمن شعراء الشماسية إحدى محافظات القصيم, ولد عام 1340هـ, وتوفي رحمه الله عام 1406هـ.

وأما البيت فإن يبدُ من الناحية الأدبية بيتا من ركام أبيات الشعر إلا أنه من الناحية (التاريخية الاجتماعية) يقدم صورة واضحة للمواصفات المطلوبة في المرأة المثالية في الجزيرة العربية في الماضي، فهي ضامرة الخصر (هاف الحشا), عيونها سوداء واسعة, (رعبوبة) أي غضة حلوة صغيرة السن حسناء, وأيضا ليست (رفلا) أي لا تحسن التدبير ولا تجيد صنعة أو عملا, ولا (طملة) والطملة التي لا تهتم بالنظافة في نفسها وبيتها وكل شؤونها. والنص على (سواد العين) أظن أن المقصود به كثافة رموشها لا لون إنسانها وإلا فإنه من تحصيل الحاصل لأن كل نساء العرب عيونهن سود بالمعنى العام للسواد.

في الماضي كانت المرأة شريكة للرجل في الكد والكدح, وشريكا فاعلا في الزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من المهن المتاحة, ولم يكن هناك من أيد عاملة غير أبناء البلد, كان الجميع يعملون بجد ونشاط, رجالا ونساء وأطفالا, ولذا شاع التعدد في الزواج لا لشيء إلا لجلب المزيد من الأيدي العاملة, لأنه يكاد يكون من المستحيل الحصول على عامل متفرغ, فقد كان الجميع يعملون.

وفي الماضي لم يكن الجمال هو المطلب الأول في المرأة المطلوبة للزواج بل كان يُقدّم عليه (السَّنَع) وهو حسن التصرف, و(الحيوية والنشاط وقوة البنية) أيضا لأن الزوجة ستؤدي مهمات جساما تستلزم مهارات ذهنية وجسدية عالية, سواء في المزرعة أو في البيت. وفي البيت الصغير الذي يحوي في العادة أسرًا متعددة كانت المرأة هي التي تقوم بمهام النظافة والطبخ وغيرها, وفي المزرعة تؤدي أدوارا متعددة أهونها رعاية المواشي وحلبها وغير ذلك.

وعندما نتخيل هذا الوضع الاجتماعي الذي يُقدم صورة حقيقية للحياة الطبيعية القاسية التي لا مجال فيها لكسول أو عاطل نعرف حينها ماذا تعنيه المرأة (الرفلا والطملة)!

alkadi61@hotmail.com

تويتر alkadi61@

مقالات أخرى للكاتب