Monday 14/07/2014 Issue 15264 الأثنين 16 رمضان 1435 العدد
14-07-2014

عن الإرهاب الإسرائيلي الحاضر .. أحدثكم!

مفارقة بين قولين قد لا تبدو بسيطة؛ لكنها تكشف عن خطأ قاتل لا يغتفر، وهو أن الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطسني، هو إرهاب منظم ضد شعب أعزل، قائم على أيدي عصابات، نشأت على الحقد، والكراهية في حق كل من ليس بيهودي.

القتل في كل مكان، والتفجير في كل زاوية، بل إنك لتشتم رائحة العنصرية المشينة، والاستعلائية البغيضة، بارتكاب مجازر دموية ضد الشعب الفلسطيني من قبل الجيش الإسرائيلي، كالتعذيب، والاعتقالات الجماعية، وارتكاب المجازر، وقتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وتجريفها، - إضافة - إلى ما تمارسه من البطش، والظلم، والتهجير، والنفي بحق الشعب الفلسطيني، ومحاولة تمرير المشروع التصفوي؛ لإفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الرمزي، وهو بهذا السلوك يعتبر انتهاكا للقواعد الأساسية للسلوك الإنساني، ومنافٍيا للشرائع السماوية، والشرعية الدولية؛ لما فيه من تجاوز على حقوق الإنسان، سببها إشكالية سياسية، تتعلق بطبيعة العلاقات الدولية المستندة إلى تحكم الدول القوية عسكرياً في مصالح الدول الأضعف.

يوم الخميس الماضي، لفت نظري كلمة - الدكتور - نزار بن عبيد مدني - وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي -، أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، بأن: « إسرائيل انتهكت جميع القوانين الدولية، والإنسانية «، مطالبا في الوقت ذاته بـ: « اتخاذ الإجراءات القانونية، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الانتهاكات التي ارتكتبها إسرائيل - في الأيام الماضية - «، وقال: « إن سياسة تقويض حكومة الائتلاف، والتحريض على العنف، والتي تتبعها إسرائيل، يؤكد إصرارها على إفشال عملية السلام «، أي: أن السعودية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤلياته تجاه مكافحة الإرهاب الإسرائيلي، والحيلولة دون تحقيق أجندته العدوانية، وبعيدا عن تغييب المعايير، وإحلال الانتقائية محلها.

أما الغرب، وفي مقدمته أمريكا، فإن ازدواجيته في التعامل مع هكذا أحداث، هو ديدنهم في سياستهم مع الشعوب الأخرى. - ومثله - ازدواجية الرؤية، والحكم الدولية حيال الإرهاب الإسرائيلي، فإنه لا ينتهي - رغم أنف المجتمع الدولي -، وبمساندة أمريكية في ظل الانتقائية في تطبيق قواعد القانون الدولي، والشرعية الدولية، وتوظيفها سياسيا؛ لكي تنفرد بعد ذلك في تصنيف أعمال العنف وفق ما تشاء؛ ولتختلط الأوراق في المنطقة من جديد، وتمثل خطرا على عدم استقرار، وأمن المنطقة؛ وحتى تتمكن إسرائيل من التخلص من عزلتها الدولية، الآخذة بالازدياد؛ نتيجة سياساتها المتطرفة.

الآن، وبعد تطور الصراع بين مختلف الفصائل الفلسطينية، فقد آن الأوان - مرة أخرى - إلى توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح، وهذا يقتضي إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والحيلولة دون تعميق الأزمات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتي عصفت بمكونات المجتمع الفلسطيني، وهددت بتفكك وحدته الوطنية، وتماسكه الداخلي.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب