Saturday 19/07/2014 Issue 15269 السبت 21 رمضان 1435 العدد
19-07-2014

ماذا يجري؟

الجيش الإسرائيلي يقصف قطاع غزة، ويستعد لاجتياح برّي، الحوثيون يحتلون مدينة عمران في اليمن، دولة داعش تعلن الخلافة الإسلامية من العراق، مراقبة وقوات على الحدود مع العراق، قتل لجنود مرابطين في منفذ الوديعة، في نهار جمعة رمضاني، أب فلسطيني ينظر عودة طفله الذي يلهو على شاطئ البحر في غزة، لكن الطيران الإسرائيلي يقصف أربعة أطفال يلهون بالكرة على الشاطئ في نهار رمضاني، أطفال سعوديون ينتظرون عودة والدهم المرابط على الحدود في منفذ الوديعة، لكن القتلة حرموا هؤلاء من عودة أبيهم وإفطاره معهم في مساء رمضاني حزين!

كل هذا يحدث في شهر الخير، شهر البركة، شهر العطاء، شهر الطمأنينة، شهر الصوم والعبادة، كل هذا القتل والرعب، هذه المجازر والخيانات، تحدث في أفضل الشهور، وفي بلاد إسلامية، فماذا يجري؟

أراض تُحرق، وبيوت تُدمر، وأنفس تُزهق، وعائلات تتيتم، بينما القلوب والأفئدة تهفو إلى خالقها في صلاة ودعاء وتبتل، وصيام عن الأكل والقول والإساءة، لا القتل والجرائم الإنسانية الموحشة أمام صمت العالم، فماذا يجري؟

هذه المؤامرات التي تُحاك، وهذه الخيوط التي تتشابك بطريقة معقّدة ومقلقة، تجعلنا نستغرب عدم إدانة جريمة منفذ الوديعة من قبل بعض خطباء الجوامع، وعدم الترحم على شهداء الواجب، هؤلاء الذين يسهرون على أمننا، ورسالة وزارة الشؤون الإسلامية لهم بمنحهم الفرصة الأخيرة لإدانة ما حدث في الجمعة يوم أمس، وكأنها تطلب منهم {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } ، فماذا يجري؟

وهذه الأصوات الغريبة في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) التي تطالب السعوديين بجمع التبرعات للدولة الإسلامية، بحجج مختلفة، وهم الذين يهددون (الجزيرة العربية والحجاز) حسب تعبيرهم وأدبياتهم، فما الذي يحدث؟ وماذا يجري بربكم؟

كأنما هناك مؤامرة كبرى، ليس لشرق أوسط جديد، ولا لتفتيت دول عربية إلى دويلات، ولا لإذكاء روح الطائفية في المنطقة فحسب، وإنما لجعل هذه المنطقة أرضاً محروقة، لا تُبقي ولا تذر، كما حصل في سوريا، التي تحولت فعلاً إلى خرائب كانت تُسمى مدناً قبل ثلاث سنوات فقط!

لا أحد يعرف إلى ماذا سينتهي الأمر؟ ولا متى سيعود الاستقرار والهدوء إلى المنطقة؟ وحتى أكثر المختصين بقراءة الأحداث السياسية في الشرق الأوسط، لا يمكنه التنبؤ بمستقبل هذا الشرق الأوسط؟ لأنه لم يكن أحد من هؤلاء قد كتب في عام 2010م، أو ما قبله بسنوات، عما سيحدث من انهيار لمعظم الأنظمة المستبدة خلال عام 2011م.

مقالات أخرى للكاتب