Monday 21/07/2014 Issue 15271 الأثنين 23 رمضان 1435 العدد
21-07-2014

التواصل الفعال وهؤلاء الوزراء !

يسهم تفعيل دور «العلاقات العامة» في إيصال المعلومة بشكل صحيح، وفي ظل غياب ذلك تصل المعلومة بشكل مبتور، أو خاطئ، ما يتسبب في كثير من الإشكالات. وقليل من المسؤولين من يدرك ذلك، وهناك أمثلة حية على النتائج الوخيمة التي يتسبب فيها التراخي في قضية التواصل الفعال، فكم من دولة سوقت ما يخدم مصالحها، مستخدمة العلاقات العامة، وكم من دولة عانت الأمرين بسبب معلومة مغلوطة، تم تمريرها، ومن ثم تدويرها حتى رسخت في اللاشعور لدى المتلقي، مع أنه كان بالإمكان تفادي كل ذلك، فيما لو تم تفعيل دور «العلاقات العامة» بمفهومها المهني الشامل.

تعاني المملكة من الهجوم المتواصل من جهات خارجية مغرضة، ونعلم أن لدينا مسؤولين لديهم حساسية مفرطة من الإعلام، ومن التواصل مع الآخرين، في الداخل، والخارج، بل إن بعضهم يخالف الأوامر الملكية الصريحة، والتي تقتضي الرد على كل ما يكتب، مع أنه لو تم التواصل، وفعلت قضية «العلاقات العامة»، لتم تفنيد معظم ما يُقال، ويُكتب. ويحضرني هنا أحد المسؤولين، يرفض التواصل مع الآخرين، والنتيجة هي أن ذات الانتقادات التي توجه لدائرته تتكرر، منذ سنوات طويلة، حتى رسخت في أذهان الناس، مع أن بإمكانه أن يحل هذا الإشكال في ظرف وجيز، فيما لو تم تفعيل دور العلاقات العامة.

نسمع عن التطوير في مجال القضاء، وقد كنت من ضمن حضور الندوة التي عقدتها هذه الجريدة تحت قبتها، واستضافت فيها معالي وزير العدل، الدكتور محمد العيسى، وقد تفاجأنا بالكم الكبير من الخطوات التطويرية، والتي تم عرضها علينا بأحدث الطرق التقنية، وهي خطوات نلمسها الآن أثناء زيارتنا للمحاكم، وكتابات العدل، وبما أن القضاء يتعرض لهجمة شرسة من بعض الجهات الخارجية، فقد تابعت خلال السنوات الماضية تغطيات إعلامية لزيارات قام بها ذات الوزير لدول مهمة، من ضمنها الولايات المتحدة، وبريطانيا، تخللها لقاءات، وندوات كان هدفها توضيح اللبس في المفاهيم، حيال الكثير من القضايا، ومثل هذا يقوم به معالي وزير التعليم العالي، الدكتور خالد العنقري، إذ تجده يتنقل من بلد لآخر، ومعه بعض مسؤولي التعليم العالي، ويلتقي خلال هذه الزيارات بنظرائه المسؤولين، من الوزراء، ومديري الجامعات، كما يشجع الملحقيات الثقافية بالخارج على عقد المحاضرات، والندوات، والمؤتمرات، والتي تهدف إلى تعريف الآخر بنا، وإزالة كل لبس يعتري ذلك، ومثل ذلك يقوم به قلة آخرون من المسؤولين.

وفي الختام، أود التأكيد على أهمية تفعيل دور «العلاقات العامة»، وأهمية التواصل مع الآخر، داخلياً، وخارجياً، ونشكر من يقوم بذلك من المسؤولين، والذين يستلهمون رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا الخصوص، ونتمنى أن يدرك بقية المسؤولين أنهم يسهمون من خلال تقاعسهم في الإساءة لمؤسساتهم، كما أنهم يسهمون في تكريس الصورة الذهنية السلبية عن المملكة، وهو الأمر الذي لا نظنهم يرضونه لوطنهم، فهل يتحركون؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب