Tuesday 22/07/2014 Issue 15272 الثلاثاء 24 رمضان 1435 العدد
22-07-2014

دورة هبوط العقار

استبشرنا خيراً بإلغاء محكمة الاستئناف بالرياض صكوكاً لأراضٍ حكومية في مدينة الرياض تجاوزت مساحتها نصف مليار متر مربع تعود ملكيتها لعقاريين وكتاب عدل مكفوفي الأيدي حالياً، بعد أن اكتشفت وزارة العدل أن الصكوك مستخرجة بطريقة غير نظامية. وقد تفاجأ الكثير بقيمتها التي تصل لنحو400 مليار ريال!

هذا الخبر الذي ورد من المؤشر الإحصائي بوزارة العدل؛ جاء ليوقظ الأمل بنفوس المواطنين من جهتين، إحداهما: تتبع الفساد وتقليم أظافره والقضاء عليه وردع المفسدين ممن يرتدون مسوح التقوى والورع! وثانيهما: بعودة هذه المساحات من الأراضي لملكية الدولة فستتصرّف الحكومة فيها، إما بإقامة مشاريع إسكان للمواطنين أو توزيعها عليهم بطريقة عادلة، وبذلك تتحقق رغبة خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله بتوفير السكن المناسب لجميع المواطنين.

ولا شك أن إلغاء ملكية صكوك الأراضي المنهوبة بلا وجه حق، مع فرض رسوم على الأراضي البيضاء سيوفران مساحات شاسعة لوزارة الإسكان لتنفيذ مشاريعها المتوقفة بسبب عدم وجود أراض مناسبة للسكن داخل النطاق العمراني.

وهذا الإجراء الشجاع من لدن وزارة العدل يتطلب استمراره وتطبيقه في جميع المناطق والمدن والقرى وحتى الهجر، فقد وصل الفساد مداه، ولابد من استئصاله!

وقد سبق مناقشة وزير العدل في إمكانية نقل ما يختص بالأراضي تملكا وبيعا وشراء وتداولا لوزارة الشؤون البلدية والقروية، وبمتابعة وزارة التجارة بحيث تُنشأ هيئة لسوق العقار تختص بتداول الأراضي تحكمها أنظمة وقوانين ورقابة صارمة لا تخضع لأهواء التجار والعقاريين؛ بل تعتمد أسعارها على قانون العرض والطلب الذي يرتبط بحسب موقع الأرض وقربها أو بعدها من الخدمات العامة.

والواقع أن المهتمين بالشأن العقاري يرون أن الدورة الطبيعية لأسعار العقار بدأت بالنزول التدريجي التي يسبقها عادة الركود بسبب الغلاء الفاحش، وهذا بلا شك يأتي نتيجة لزيادة وعي الناس وفقا لنظرية (مقاطعة الغالي حتى يرخص) حيث شرع كثير من المواطنين ممن لا يملكون أراض - ولكنهم يملكون وعياً وشعوراً بالمسؤولية - بعدم استلام الدفعات المخصصة لهم من صندوق التنمية العقاري وعدم الرضوخ لتجار العقارات سواء بشراء مساحات ضئيلة بمبالغ مرتفعة، أو تملك شقق يكون بناؤها تجارياً فتحتاج لصيانة دائمة! وصدودهم سيساهم بخفض الأسعار. فحينما لا يوجد مَن يشترِي؛ فحتما سيضطر البائع لخفض السعر عاجلاً أم آجلاً.

يبدو أن العقار لن يكون دوما الابن البار!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب