Wednesday 23/07/2014 Issue 15273 الاربعاء 25 رمضان 1435 العدد
23-07-2014

أهمية تفعيل دور الأمن الوطني!

يعتبر الأمن الوطني ركيزة جوهرية حساسة، تعتمد عليها الدولة السعودية بجهدها، وقدرتها الذاتية ؛ من أجل المحافظة على استقرارها، وأمنها، ونهضتها، -إضافة- إلى التصدي بكل حزم، وشجاعة لكل فكر منحرف، وكل عدو متربص، وحاقد على هذه البلاد، وشعبها، وأمنها، واستقرارها.

كانت سياسة المملكة المتوازنة، ولا زالت قائمة على حماية أراضيها، ومصالحها، وشعبها، وعقيدتها. فكانت، ولا تزال، وستبقى -بإذن الله- مضرب المثل في الأمن، تحرسها عناية الله، وتحميه سواعد أبتائه خلف قيادته السياسية، بالقدر الذي يحقق الغاية، وبما يحقق أهداف الأمن الوطني بشكل تكاملي، وصولا إلى تحقيق الأمن الإقليمي على مستوى المنطقة، ثم الأمن العالمي بمفهومه الشامل.

في بيانٍ صادرِعن الديوان الملكي، يوم 28 شعبان عام 1435هـ، جاء نصُّه: «بناءً على الأحداث الجارية في المنطقة -خاصة- في العراق، فقد درس مجلسُ الأمن الوطنيِّ السعوديِّ برئاسة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مجريات الأحداث، وتداعياتها، وحرصاً منه على حماية أمن الوطن مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابيَّة، وغيرها من أعمال قد تخلُّ به، فقد أمر باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة؛ لحماية مكتسبات الوطن، وأراضيه، وأمن، واستقرار الشعب السعوديِّ»؛ ليندرج البيان وفق سياق مبدأ سياسي، آخذا بعين الاعتباركل المستجدات الجارية على الساحتين -الإقليمية والدولية-، وذلك وفق استقرار الماضي، ومراجعة الحاضر، واستشراف المستقبل، ملتزما بحماية الأرض، من مفاجآت الدول المجاورة، ومتصدية إلى مصادر التهديد، بعد أن استشعر اقترابها، وخطورتها، وبما يكفل للشعب كفاءة الأداء، وسلامة الحقوق.

كما أن مقصود البيان، صادر من أعلى درجات القيادة السياسية في الوقت المناسب؛ من أجل الإبلاغ بالأحداث المؤثرة على الأمن الوطني، -إضافة- إلى تفصيله عن جملة الإجراءات التي ستتخذها الدولة في التصدي لتلك الأحداث، إما بشكل مباشر، أو غير مباشر، والاستعداد لردود الفعل المقدرة، وضمان أقصى درجات حفظ الأمن الوطني، وصيانته للدولة.

في ظل تشابك العلاقات المعقدة، والأزمات المشتركة بين مختلف بلدان المنطقة، فإن مفهوم الأمن الوطني سيكون من تمام الدين، ولا يتحقق إلا به، ولا يعمل إلا في ظل الأمن. -وعليه- فإن العلاقة بين مفهوم الأمن الوطني، والمصالح الوطنية، والأهداف الوطنية، تتداخل تحت مظلة الأمن الوطني -نفسه-؛ ولأن المنطقة تموج بالصراعات الدامية، وظروف عدم الاستقرار السياسي، والأمني، والعسكري، والتي تتراوح -تارة- بين الاضطرابات، -وتارة- بين الفوضى الشاملة، فإن شعار الحرب على الإرهاب، ومواجهة الانفلات الأمني في بعض دول الجوار، وتراجع الاستقرار الذي يعيشها الوطن العربي، يقتضي الحرص على سلامة الدولة، وحماية مقوماتها الوطنية من كافة أشكال التهديد الخارجي، التي تحاول النيل من وطننا، أو وحدتنا الاجتماعية.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب