Thursday 24/07/2014 Issue 15274 الخميس 26 رمضان 1435 العدد

المهندس زياد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء لـ(الجزيرة):

سنحول التحديات إلى فرص لإنشاء مشروعات وتوطين التقنية وفتح مجالات العمل للشباب المؤهلين والمميزين

الجزيرة - المحليات:

تشير الإحصائيات الرسمية للاتحاد العربي للكهرباء إلى أن إنتاج السعودية من الكهرباء يعادل 26.25% من إنتاج الكهرباء في 18 دولة عربية هم عدد أعضاء دول الاتحاد، كما إنه يزيد عن إجمالي إنتاج 11 دولة من الدول الأعضاء!.

في السنوات الأخيرة ارتفعت معدلات إنتاج الكهرباء في المملكة نتيجة المشروعات الكبيرة التي دخلت الخدمة إضافة إلى التوسعات التي أحدثتها الشركة السعودية للكهرباء في محطات التوليد الخاصة بها، وهو ما نجم عنه ارتفاع قدرات التوليد المتاحة بالشركة إلى 61598 ميجاوات.. وتشير الدراسات إلى أن المملكة لا تزال في حاجة إلى المزيد من المشروعات لتوليد الطاقة الكهربائية لتواكب الزيادة الكبيرة في الاستهلاك خلال الفترة المقبلة.

«الجزيرة» التقت المهندس «زياد بن محمد الشيحة» الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء وسألته عن توقعاته المستقبلية لمشروعات الشركة وقدراتها على تلبية احتياجات المملكة من الطاقة الكهربائية، ومبادرات التحول التي تشهدها الشركة.

* تشهد المملكة حالياً إنشاء العديد من المشروعات الضخمة في مجالات الصناعة والمدن السكنية وتطوير مشروعات البنية الأساسية إضافة إلى توسعة الحرمين الشريفين، وهي جميعها مشروعات كبيرة وتحتاج إلى طاقة كهربائية كبيرة لتشغيلها، فكيف ستتمكن الشركة من تلبية احتياجات هذه المشروعات من الطاقة الكهربائية حالياً وخلال العشر سنوات المقبلة؟

- الطلب على الكهرباء في المملكة شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً ترافق مع النهضة التنموية التي تشهدها المملكة، هذا النمو المتسارع فاق معدلات النمو العالمي المتعارف عليه ووصل إلى أكثر من 9% خلال السنوات الماضية، وتشير الدراسات الخاصة بالشركة أنه سوف يستمر على هذه المعدلات، من هنا عملت الشركة على بناء خطط إستراتيجية هدفها الأول مواكبة هذا النمو من خلال مشروعات كبيرة لمحطات جديدة أو توسعة محطات أخرى قائمة وكذلك في شبكة النقل والتوزيع الخاصة بها، واعتمدت الشركة خطة متكاملة لتلبية تلك الاحتياجات خلال السنوات العشرة المقبلة ويجري حالياً تنفيذ عدة مشروعات تبلغ تكلفتها أكثر من 150 مليار ريال.

خلال الأربع سنوات المقبلة (2014-2017م)، هناك قرابة 18 ألف ميجاوات و234 محطة تحويل جديدة وأكثر من 20 ألف كيلومتر من الخطوط بتكلفة إجمالية تصل إلى 247 مليار ريال سيتم إضافتها إلى الخدمة هدفها الأول مقابلة النمو المتزايد في الطلب على الكهرباء.

إضافة إلى ذلك فإن الشركة تتوقع أن يتم توصيل الخدمة الكهربائية لحوالي 2 مليون مشترك جديد خلال نفس الفترة، كما أن الشركة تخطط لإنفاق أكثر من 375 مليار ريال خلال الفترة من (2018م-2023م) لإضافة 22 ألف ميجاوات من قدرات التوليد و260 محطة تحويل كهرباء جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 30 ألف كيلومتر دائري من خطوط نقل الكهرباء وإيصال الخدمة الكهربائية لحوالي 3 مليون مشترك إضافي، كما إننا نعمل من خلال منظومة تفاعلية وبرامج مشتركة مع وزارة المياه والكهرباء ووزارة المالية ووزارة البترول والثروة المعدنية وشركة أرامكو السعودية أثمر على مساندة جهود الشركة في تحويل معظم وحدات التوليد الغازية إلى وحدات توليد مركبة ذات الكفاءة العالية، وكذلك إلى استخدام الغلايات فوق الحرجة في المحطات البخارية الجديدة. هذا العمل من شأنه أن يؤدي إلى توفير حوالي 200 مليون برميل سنوياً من الوقود بعد اكتمال تنفيذ جميع خطط الشركة الحالية والمستقبلية، إضافة إلى أنها ستساهم في تعزيز كفاءة التوليد وتقليل انبعاثات الكربون وخلق آثار إيجابية على البيئة.

* وكيف ستمول الشركة تلك المشروعات؟

- هناك العديد من المصادر المتاحة للشركة لتمويل مشروعاتها تتمثل في إيرادات الشركة الذاتية، إضافة إلى الصكوك المالية التي يتم طرحها في الأسواق المحلية والعالمية وكذلك الدعم الكبير والمستمر من الدولة من خلال القروض الحسنة التي تقدمها للشركة لدعم مشروعاتها.

* تزامن فصل الصيف هذا العام مع دخول شهر رمضان المبارك الذي شهد ارتفاعاً ملموساً في درجات الحرارة وبالتالي ارتفاعاً في الطلب على الكهرباء، فكيف استعدت الشركة لهذا الأمر الذي سوف يتكرر أيضاً بمشيئة الله تعالى الشهر المقبل؟.

- الطلب على الكهرباء تزداد معدلاته بصورة كبيرة مع بداية فصل الصيف، ومع كل عام وقبل بداية أشهر الصيف تبدأ مشروعات الشركة الجديدة في الدخول إلى الخدمة، وذلك لمواكبة النمو وتعزيز الموثوقية وتلبية احتياجات المشتركين من الكهرباء، وخلال الفترة التي تلت نهاية صيف 2013 وبالتحديد في سبتمبر منه، وحتى نهاية شهر يونيو الماضي قامت الشركة بإضافة 3244 ميجاوات إلى قدرات التوليد المتاحة لتصبح 61598 ميجاوات، كذلك تمت إضافة 46 محطة نقل، و138 محول نقل ارتفعت معها سعة تلك المحولات إلى 220615 ميجافولت أمبير، أيضاً تم تمديد قرابة 2900 كليومتر دائري من الكابلات، وتمكنا -ولله الحمد- من إنارة 116 تجمعاً سكنياً جديداً، وكذلك إيصال الخدمة الكهربائية إلى 418155 مشتركاً جديداً ليرتفع من خلالها عدد مشتركيها إلى 7.4 ملايين مشترك.

من جهة أخرى واصل الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس زياد بن محمد الشيحة متابعته الميدانية اليومية للمنظومة الكهربائية وسير أعمال الشركة خاصة وأن هذه الأيام تشهد ارتفاعاً كبيراً في الطلب على الكهرباء وزيادة الأحمال إلى أرقام قياسية.

وألتقى المهندس زياد الشيحة خلال زيارته الميدانية بالمهندسين والفنيين الذين يؤدون أعمالهم الميدانية في مدينة الرياض وزارهم في مركز العمليات والصيانة والطوارئ واستقبال بلاغات المشتركين، كما زار محطة التوليد الرابعة ومركز التحكم، وشملت جولة الرئيس التنفيذي الذي صحبه فيها عدد من نواب الرئيس، مركز استقبال البلاغات، واطلع على عدد المكالمات وعملية التواصل مع المشتركين، وأشاد بالعمل المتواصل على مدار الساعة والذي تقوم به فرق الطوارئ والعمليات والصيانة ومركز استقبال البلاغات لخدمة المشتركين والمحافظة على إمدادات وموثوقية الكهرباء.

وزار الرئيس التنفيذي مواقع متضررة شرق مدينة الرياض وشاهد عملية إصلاح كابلات أرضية تسبب في قطعها أحد المقاولين الذين ينفذون إحدى المشروعات، واطلع على عملية إعادة ربط 3 كابلات من قبل المهندسين والفنيين بالشركة وبعمق وصل إلى 6 أمتار، حيث تمكنوا في زمن وجيز بإعادة الخدمة إلى المشتركين المتأثرين بالانقطاع شرق مدينة الرياض، كما زار الرئيس التنفيذي الذي حرص على أن تكون جولته وقت الذروة، عدداً من المواقع الميدانية التي تتابعها الفرق الفنية بالشركة ومن بينها عمليات وصيانة الشمال وأيضاً محطة توزيع كهرباء شرق الرياض.

يشار إلى أن عدد المشتركين في الخدمة الكهربائية بمدينة الرياض يقارب 1.4 مليون مشترك يتوزعون على أكثر من 90 حياً في العاصمة.