Saturday 26/07/2014 Issue 15276 السبت 28 رمضان 1435 العدد

أبيض غامق

تفاح أخضر وبروكلي

سبعة:

الخسارات الكبيرة لا يمكن أن توازيها «شماتات» مناسبة. السخرية الجيدة شماتة مبطنة أيضاً حتى أمام الذات. أقول هذا صبيحة اليوم التالي من «السبعة»!! نعم السبعة الأهداف التي هُزمت بها البرازيل هزيمة غريبة أمام ألمانيا. «لا تشمتي بنا»! كررها عليّ الأصدقاء كثيراً اليوم. ولكن هل ينبغي لكل خسارة _ أياً كان نوعها _ من شماتة لائقة وإن كانت لا توازيها!؟ وإن كانت مُزاحاً!؟ هل فعلاً يجب أن نشمت بأنفسنا حين تندلقُ هزيمة ما، وحين نراهن على أشياء صغيرة جداً، تمن بنفسها هي الأخرى!؟ كيف تتصيَّرُ شماتة كهذه!؟ وهل تجدي صدقاً!؟

شكل:

أُحبُ كلمة (إجازة) وأكره كلمة (عُطلة) التي توحي بالتعطل.

أُحبُ كلمة (Vacation) وأكره كلمة (Break) التي توحي بالتكسُّر، وإن اختلف المعنى الدقيق. حبي وكرهي لا يلغيان شيئاً هنا، إنما هو من مدخل حسي صِرْف. فاللغة وسيلة لإيصال المعنى مرةً ومرة لخلقه. تُناوبُهما حيث أشكال التلقي الذي يهيئ توطئته القارئ أو المستمع لكلمة ما في سياق ما، تمتد به في نص طويل أو تقلصه بنقطة. لا أدري إن كان نفوري من نص ما واقترابي من آخر تحدده أشياء كهذه؛ الإيحاء غير المقصود والطاقة السلبية المتربطة بشكل الكلمة أو صوتها!؟

السنافر:

أسبوعياً لابدّ وأن «يُهَكَّرَ» نظامي الغذائي بسبب أحفاد أمي الصغار! حين تصنعُ لهم كلّ ما لذَّ طعمه وخفيت مكوّناته، ثم تحلفُ أيماناً مغلظة أن أطعم منه. في حلقة خام من «السنافر» حيث لا يأكل الصغار إلاّ أشياء ملونة، حتى أيقنتُ أنّ الأطفال والألوان ثنائية فرح.

أسبوعياً أرى هؤلاء الصغار وهم يتدرجون في التحول إلى شخصياتهم الكرتونية الملونة! ابتداءً بألوان الملابس التي تحمل صور هذه الشخصيات والألعاب التي يقومون بتحميلها على أجهزتهم الذكية، وانتهاء بالحديث بالفصحى اللذيذة، التي يتحدثون بها بسرعة وبسحر منقطع الشكل. وبقاموس متجدد نقي على طريقة الشخصية. الصغار الجدد الآن شخصيات كرتونية واقعية ملهمة وذكية، استمتعوا فقط بالدهشة وبالمتابعة!

تفاح أخضر وبروكلي:

كان في ثقافة العرب القديمة ارتباط بين الطعام ومعادن الناس. والمروءة وحفظ الود وما إلى ذلك وما منه. حتى في ثقافاتنا العربية المحلية الآن، وكيف أن رابطة «الخبز والملح» أقوى ربما من رابطة الدم أحياناً، لكني وجدت مصادفة هذه المقولة لـ Cesar Chavez وأنا أبحث عن شيء لا علاقة له بهذا كله يقول: «إذا أردتَ بالفعل أن تُوجد صديقاً فاذهب إلى بيت أحدهم وكُل معه. فالذين يقدمون إليك طعامهم سيقدمون إليك قلوبهم!» * أعتقدُ أيضاً أنّ الأمر يتقاطع مع صنع أمي الأشياء السحرية اللذيذة لأحفادها السنافر كل أسبوع.

جيّد جداً، فما زال بيني وبين صديقتي «تفاح أخضر وبروكلي»!!

** ** **

* الترجمة عن الإنجليزية للكاتبة.

- نورة المطلق