Saturday 26/07/2014 Issue 15276 السبت 28 رمضان 1435 العدد

شعر

غيمةُ الأشْواقِ

ما غابَ شَجْوِي ولا غامَتْ سَماواتِي

ولا تَعَثَّرتِ الذِّكْرَى بِآهاتِي

أتَيْتُ أسْكُبُ في بَوْحِ الهَوَى شُعَلاً

مُضِيئَةً مثْلَ أنْفاسِ الصّباحاتِ

وأسْتَدِرُّ لُحُونِي أنْ تُضيئَ جَوًى

وتَعْزِفُ النّايَ في أحْلَى المَسَاءاتِ

أخَذْتُ مِنْ ألَقِ النّجْماتِ بَسْمَتَها

فَنَوَّرَتْ في بَساتِينِي وَوَاحاتِي

واسْتَمْطَرتْ غَيْمَةُ الأشْواقِ خاطِرتِي

فَأسْرعَتْ تَرْتَوي مِنْ فَيْضِ عَبْراتِي

أنَا الذي زَرَعَ الأشْجانَ فَازْدَهَرَتْ

حَدائِقُ الشّوقِ في أسْمَى عِباراتِي

ورُحْتُ أعْزِفُ لِلعُشّاقِ نَغْمَتَها

فَاسْتَرْجَعَتْ هَمَساتُ الوَجْدِ أنَّاتِي

وجِئْتُ في موْعِدي لا خابَ لي أملٌ

ولا تَرنَّحَتِ النَّجْوَى بِغاياتي

رَكِبْتُ صَهْوةَ غَيْماتِي فلا لُجُمٌ

ولا قُيودٌ ولا سَوْقٌ بِإعْناتِ

تَخِبُّ بي في نَسِيمٍ رائِقٍ عَطِرٍ

وتَسْتَحِثُّ على الأمْجادِ راياتي

2

فَصافَحَتْنِي يَدٌ بَيْضاءُ حانِيَةٌ

واسْتَقْبَلتْنِي بِتَغْريدٍ وعَرْضاتِ

هذا (الهِلالِي) جَبِينٌ مُشْرقٌ أَلِقٌ

يُضِيئُ مِثْلَ مَصابِيحِ العَشِيّاتِ

غَنَّى على وَتَرِ الإبْداعِ فابْتَهَجَتْ

مَشاعِرُ الغِيدِ في قَرْوَى ومَثْناةِ

وراحَ يَسْكُبُ ألحاناً مُغَرِّدَةً

وينْظُمُ الدُّرَّ في أحْلَى العِباراتِ

يُرَقِّصُ الحَرْفَ في أجْواءَ ساحِرةٍ

ويَقْطِفُ الزَّهْوَ مِنْ عالِي السَّماواتِ

3

جاءَتْ بَلابِلُهُ تَشْدو مُرَدِّدةً

لحْنَ السَّراةِ وأَصْداءَ المُنَاجاةِ

أتَى على لحْنِها (المَجْرورُ) مُنْتَشِياً

بِرَقْصةِ (الطّارِ) في عِرْسِ الصّبَاحاتِ

هذي (ثقيفُ) أتَتْ تَخْتالُ في فَرَحٍ

بشِعْرِ (أحمَدَ) في أحْلَى الّلقاءاتِ (1)

** ** **

1.أحمد: هو الشاعر المتألِّق أحمد بن عيسَى الهلالي الأضمي المولد الطّائفي المُقام، الحاضر في مرابع الشِّعر بترانيمه وألحانه وإبداعه.

- عبد القادر بن عبد الحي كمال