Saturday 26/07/2014 Issue 15276 السبت 28 رمضان 1435 العدد

شعر

لِمنكِر الذَّات

لن تَسْعدَ الياءُ حتى تتبعَ الألِفا

أو يُذعِنَ الرِّيحُ تصديقاً لما عَرَفا

ولن يغادرَ هذا الآهُ مُنهَزِماً

ما لم يثرْ فيلقٌ بالنُّورِ مُلتحِفا

مفاتنُ الزَّيغِ تملي عنْفَ سطوتِها

على الحيارى فكم دمعٍ بها ذرفا

وقسوةُ الليلِ لم ترحمْ، إذا لحظتْ

شعاعَ ضوءٍ أقامتْ دونه سُجُفا

وللمصابيح آمالٌ مُعلَّقةٌ

إذا دنتْ أقصَتِ الآلامُ من هتفا!

لم يرهبوا قارعاتِ [الآنِ] ما برحتْ

ولم يعوا.. آتياً يستنطق الصُّحُفا

.. مثْلَ الذبابِ على كأسِ الهلاكِ فلا

نصحٌ أفاد ولا ما يبلسون.. كفى!

أنهكتُ زنْدَ وفائي للإخاءِ فلم

يسمع صفائي وعادى صحْبتِي ونفى

فأصبحَ السٌّوءُ في عين العذولِ [سوا]

وأصبح الخيرُ عند البعضِ مُنْحَرِفا

ما أسخفَ العذْلَ صار العذلُ يحرسُني

أنَّى اتَّجهتُ أجدْ للسُّخفِ مُنعَطفا!

***

يا سائلي وسموُّ الصِّدقِ من كَلِمي

والرأسُ أصبحَ في أيَّامنا طرَفا

إنَّا بُلينا بأصحابٍ لهم ذِمَمٌ

فينا جفونا فغابَ الحبُّ واختلفا

خانوا الودادَ فلا ندري بما ختلوا

أنسألُ الختْلَ؟ أمْ هل نسألُ الشَّرفا؟

وأوْجُهٌ -أسفي- مثلُ البلاط بها

للماءِ شكوى وللغرْسِ الزكيِّ [جفا]

تُدِيلُ للمشهرين الحبَّ -عنجهةً-

عداوةً ليروا من بوحِهمْ جِيَفَا

بغير داعٍ نرى عدوانَ ذي حسدٍ

نما بعجزٍ أذاع الحقدَ واقترفا..

نما على سلَّمٍ ماضٍ بدا عَفَناً

أيحْسبُ اليومَ لم يحصِ الذي دَلَفا؟

لِمَ الهجومُ على أهل السَّلامِ إذا

ما نكَّروا منْكَراً أو أوقفوا جَنَفا؟

لا يرقدُ الحرُّ من وخْزِ القذى ويرى

أخزى الأنامِ امرأً يأبى [السَّنا] صلفا

وللحجا منطقٌ يُخزي الغرورَ كما

يجفو حقيراً ومن في دربه سَخُفا

لا تقبلُ النفسُ إلاَّ ما يماثُلها

طبعاً، فللمرء -من دنياه- ما أَلِفَا

***

يا طالبَ الفخرِ لن ترقى له أبدا

ما عشتَ دنياكَ مغروراً وما أنِفا

لا تحسب المجدَ أوقاتٍ مشتتةً

بمغرياتٍ وإسلاماً بغير [وفا]

ولا تظنَّنَّ أنَّ العزَّ منحصرٌ

في شهرةٍ قطّ إنْ لم تُحْسِنِ الهدفا

إنْ صار سعيُكَ في مستنقعٍ أبداَ

مستَنكفَ الطَّبْعِ ما زان الَّلعينُ هفا..

..للخير أهلٌ إذا لاح الفلاحُ سعوا

إليه عزماً أبيَّاً يْكَرَهُ التَّلفا

وللمريبين -لو يدرون- ما نضحتْ

نفوسُهم وبما يسعون وا أسفى

يا ليت شعري نرى أهلَ البيانِ على

نهجٍ سواءٍ يغادي ما سما وصفا

يفنِّدُ اليومَ شمساً ما بها قترٌ

وينشر الأمسَ نبضاً يُكبِرُ السَّلفا

إنا ملَّلنا من التَّغريبِ مُجتمَعاً

من الغباءِ إذا قام الإباءُ غفا

لا لا نريد سوى نبضِ الأصيل دماً

حرًّا يُعالجُ بالأشعار من عَسَفا

- منصور بن محمد دمَّاس مذكور