Thursday 31/07/2014 Issue 15281 الخميس 04 شوال 1435 العدد
31-07-2014

العيد في رفحاء

قرر ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن يعيش فرحة العيد مع أبنائه المرابطين في الحدود الشمالية، شاركهم الغداء في معسكرهم، دون برتكولات وتجهيزات، هو غداء الجنود، وهم الأقرب له، تقدم صغار الأفراد على كبار الضباط، وأصبحوا هم الأقرب لولي العهد في مشهد يثبت أن الحاكم في السعودية يسعد كثيراً عندما يكون قريباً من رجاله ويهتم بالصغير قبل الكبير، وبالضعيف قبل القوي، وأن لكل ابن من أبناء القوات العسكرية مكانته الكبيرة في قلب القادة الكبار.

يقوم الأمير سلمان بن عبدالعزيز بهذه الزيارة التي لم يُعلن عنها مسبقاً بعد أن أنهى الاستقبالات البروتكولية في يوم العيد، وعلى حساب الوقت الذي كان سيقضيه إلى جانب عائلته الصغيرة، وهنا يسجل موقفاً ورسالة، موقف وفاء وعناية واهتمام، ورسالة حب وتقدير فيها معاني كثيرة سيفهمها القادة العسكريون، مفادها أن الجندي السعودي لا يمكن أبداً أن ننسى تضحياته وبطولاته.

أن تكون فرحة ولي العهد بالعيد ممزوجة بفرحة لقاء العسكريين الأشاوس في رفحاء، هذا يعني الكثير، فالمكان مدينة غالية لها في قلب سلمان بن عبدالعزيز مكانة كبيرة ككل المدن السعودية، والرجال الموجودين بها من كل مناطق ومدن ومحافظات المملكة، وتجمعهم بها لحماية حدود بلادهم. فتح لهم سلمان بن عبدالعزيز قلبه وعقله، وتحدث معهم بحب وصدق، ونقل لهم تهاني القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين، واستمع إليهم دون حاجب أو حاجز، وعوضهم بأبوته وطيبته عن قضائهم للعيد خارج منازل عائلاتهم، أجواء أسرية تعكس المحبة والثقة المتبادلة.

في عيد الفطر الذي نعيش أجوائه نتذكر بفخر بطولات رجال القوات العسكرية من كل القطاعات، شهداء الأمن الداخلي، الذين دحروا الإرهاب وكسروا شوكته، وشهداء الحرس الوطني الذين وقفوا بوجه كل من أراد الوطن ومقدراته بسوء، وشهداء القوات المسلحة الذين ضربوا المعتدين بيد من حديد في البر والبحر والجو، كل شهداء الوطن منذ تأسست هذه البلاد وحتى يومنا هذا نتذكرهم بحب، لتضحياتهم وبطولاتهم من أجل أن تبقى مملكتنا واحة أمن وطمأنينة.

يزورنا العيد ومنطقتنا مشتعلة بالأحداث الكبيرة والكثيرة، ونحن متماسكون وموحدون، وهذا فضل كبير من الله، فالأسرة المالكة على قلب رجل واحد، وهذا يظهر في تقاربهم وتواصلهم، والقوات المسلحة قوية مؤمنة، والقطاعات العسكرية الأخرى جاهزة ومتحفزة، والملك وولي عهده وولي ولي العهد يفتحون قلوبهم للجميع.

هنيئاً لنا بوطن آمن صنع مجده أجدادنا وآبائنا خلف عبدالعزيز بن عبدالرحمن وبعد فضل الله سبحانه الذي منحنا الأمن وعلينا الشكر والحمد.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب