Thursday 31/07/2014 Issue 15281 الخميس 04 شوال 1435 العدد

قراءة في قصائد الشاعر فرحان قيران العنزي

الشاعر فرحان قيران العنزي شاعر مُبدع في طرحه، متميز في أسلوبه قوي في معانيه، وجزالة في لفظه السهل الممتنع، العذب اللطيف الرقيق..

له كمّ هائل من القصائد الشعرية ومن بين مجموعة من قصائده اخترت لكم هذه المقطوعات من القصائد عسى أن تنال إعجابكم:

لشعر الغزل أسلوب شيّق في فكر شاعرنا، فملهمته لا تستحق إلا أن تكون جوهرة نادرة لذلك كان اللقاء بها هكذا:

جتني وأنا من قبلها ضايق البال

يا ليتني ما شفتها يوم جتني

سود الرموش وحدرهن حبة الخال

مضرب سهمهن مطلعه حدر متني

بنتٍ تبث الرعب في قلب رجّال

ابي أعترف يا أهل الغرام أرعبتني

كنت أول اضحك بالغنادير وأختال

ما فيه وحده قبلها عذبتني

أيضا لشاعرنا أسلوبه الجميل في الوصف الذي تفنن فيه بوصف محبوبته في قصيدة نختار لكم منها هذه الأبيات:

جابتني الصدفة على شمعة الحي

ليتك تناظر فتنة الصالحية

سبحان من جمّع بها الليل والضي

الليل خلف الشمس والشمس حيه

ريحانة مالت عن الما على الفي

في ديرةٍ ريحة هواها نقيه

رعبوبةٍ تخلف نوايا هل الغي

من كل ما يدنس شرفها بريه

دنيت منها وانبهاري بعينْي

دنيت منها عقب روحه وجيه

الجسم صورة وارتوى بالحلا ري

لا هي خياليه ولا واقعيه

وعن الذكريات والسنين الماضية يأخذنا إلى أطلال بيت من الطين، وعلى جيرانهم وتلك الوجيه السمحة، التي لا تحمل في قلبها إلا الوفاء والاحترام، وأداء حقوق الجار للجار، في قصيدة نختار منها هذه الأبيات:

الله على بيتٍ لنا خابرة طين

في حارةٍ ما دنّس الغدر ماها

الله على ذيك الغرف واللياوين

محلا برودتها ومحلا دفاها

الله على جيران أبوي القديمين

ذيك الوجيه اللي كثيرن حلاها

الله على جيران أبوي العزيزين

اللي على الصاحب قليلٍ جفاها

نياتهم حلوة وللجار حلوين

تعتز حرمة جارهم بقصراها

الله على صدقان أبوي الوفيين

اصحاب شدات الزمان ورخاها

الله على صدقان أبوي الحبيبين

لا شافوا الخملة حديهم رفاها

مهم على زلات الاصحاب شفقين

ليا جتهم العوجا تبين قداها

هكا الوجيه الطاهرين النقيين

لودارها درب الردى مالقاها

وعن الأم ينقلنا شاعرنا إلى حنان الأمومة وقصيدة امتزج فيها الإبداع بالبر بالوالدين فكّنا على موعد مع تميز جديد:

أمي ولا غيرها يطري على بالي

في وقت الأفراح في حزني وفي غمي

يا شفت بعض الوجيه وكدروا بالي

أروح للغالية وارمي لها همي

مرسى سفينة همومي شاطئ آمالي

يا رحت للموج شدتني من اليمي

أروح منها وأقول أقفيت لعيالي

ويخلف ظنوني حليبٍ سار مع دمي

أروح منها وأقول الوقت يصفالي

وارجع لها من ضمايه وأردن جمي

الله يديمك لنا يا ريحة الغالي

أشوف أبوي الحبيب بجيتك يمي

وعن أسباب ابتعاده عن الساحة الشعبية، يوجه رسالة للشاعر الموهوب في نفسه، رسالة قد تكون موجهه لكل من سأل عن غيابه فيقول:

يا الشاعر الموهوب لملم دفاترك

الشعر في هالوقت من يعتني به

شعر المهايط ما يناسب مشاعرك

يحتاج لك عن ساحة الشعر غيبه

نم يا عديل الروح في صدر شاعرك

أترك منصّاته لمن يدّعي به

يعيش في هذا الزمن لاعب السرك

لعبة حبال وخاتمتها غريبه

من القاع يا كحيلان ملّت حوافرك

بالله قلي وجهها وش تبي به

ركضت لين العج سكّر محاجرك

تفرّق كتيبه مار تنطح كتيبه

أوقف وميقاف التعب ما يصغّرك

وخل الأمور لرب مكّه وطيبه

ما دمت حي ولا بقى حي ذاكرك

وشلون يا حطوا عليك النصيبه

نختم معك عزيزي القارئ هذه القراءة بهذه الأبيات التي يتحدث فيها الشاعر عن فلسفة الحياة وما أصعب تلك الفلسفة الحياتية:

يا مل عينٍ تهامل تقل مطروفه

نوبات أرد الدموع ونوب تعصاني

سمعت للناي تال الليل معزوفه

والناي صوته حزين ويبعث أحزاني

كن المحاني بحد السيف منصوفه

حسبي على اللي فتح جرحي وخلاّني

والحال مما تشوف العين منحوفه

بري القلم قامت الشدات تبراني

أشوف الأدرع يدوج ومعجبه صوفه

والجوع يطوي ضلوع الذيب سرحاني

وأشوف ناسٍ لجمع المال ملهوفه

على الردى كل واحد يطرد الثاني

يا خوف قلبي من المجهول يا خوفه

زيف الحقايق يعزّز حجة الجاني

القصد معروف والنيات مكشوفه

غلطان يالمنتظر خسران يالعاني

يا نفس ما انتي ورا المقفين مكلوفه

ما عاد ينفعك لا قاصي ولا داني

من صدّ عنّي ضعينه قلت ذالوفه

لا منه زودي ولا بيديه نقصاني

عواطفي تقل بالبارود منسوفه

مشاعري سمّدت واهتزت أركاني

اللي يمينه عن الطولات مكفوفه

وش فايدة رجعته لو هو حدا إخواني

كانه نسي واجبي ما همّني شوفه

والله لأورّيه نسيانه ونسياني

اللي يبيني يدلّ البيت ويشوفه

قلبه دليله ولا يحتاج عنواني

لو دوني الناس منتشره ومرصوفه

ينشد ويرجع وينشد لين يلقاني

لو العراقيل في ممشاه مصفوفه

يصبر لها ويتخطّاها على شاني

وليا تعذّر عن المسيار بظروفه

وقّفت ركض الحياة ورحت له عاني

كانه تجاوز خطايه شفت معروفه

ما يرصد أخطاي غير قلوب عدواني

ومن لا بغاني لو الطوفه على الطوفه

تروح الأيام لا جيته ولا جاني

يا صار باللون الأسود صابغٍ جوفه

ما تصنع الود بيبانه وبيباني

بقى أن أقول إن الشاعر فرحان قيران من الشعراء الذين ينزفون الشعر دون تصنّع ولا زيف ولا مجاملة والكلام عن قصائد هذا الشاعر يحتاج إلى مجال أوسع وبحث دقيق وها انا قد قدمّت لكم جزءا بسيطا عن قصائده وأتمنى أن أكون قد وفقت فيما جمعت.. وإلى لقاء قريب مع أجمل تحية وتقدير.....

الشاعر/ محمد حلوان الشراري - عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالجوف