Saturday 02/08/2014 Issue 15283 السبت 06 شوال 1435 العدد
02-08-2014

الكلمة الإنسانية في مأزق العالم

عندما تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك الإنسانيَّة أنصت الجميع لهذه الكلمة الضافية والمعبرة والمتحدثة عن الوضع العالمي للإرهاب

الذي ليس له دين أو مذهب أو دولة وإنما هو داء شامل ويمكن أن ينطلق من أيّ فكر كان. وقد بيّن بوضوح جلي بمناداته بإنشاء المركز الدولي للإرهاب قبل عشر سنوات في مؤتمر الرياض من أجل الحدّ من الظاهرة الإرهابيَّة وقد كان صريحًا بمعنى الكلمة عندما قال: «ولكننا أصبنا بخيبة أمل بسبب عدم تعامل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة.

لقد بيّن خادم الحرمين وأوضح أن الدين الإسلامي هو ذلك الدين النقي الصافي للإنسانيَّة جمعاء وأن رسول الله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أرسل رحمة للعالمين وأن محاولة تشويه الإسلام لن تصل إلى مبتغاها مهما حاول أعدائه تشويهه سواء بالقتل أو التمثيل أو التباهي بنشر الذعر بين الناس وأن الوقوف أمام التيار الإرهابي هي مسؤولية دوليَّة يجب أن يتصدى لها القادة والعلماء والمفكرين وأن يضع الداء على الجرح، فالعالم يمر بأزمة أخلاقيَّة وإنسانيَّة لا يمكن السكوت عليها بأي شكل من الأشكال، فالقتل الجماعي والمجازر الوحشية لا تستثني أحد.

إن مناداة خادم الحرمين في هذا الوقت بالذات وإدراكة إلى ما سوف ينتجه الوضح الحالي للإرهاب من خروج جيل لا يأمن بغير العنف ويرفض السَّلام ويؤمن بصراع الحضارات لا بحوارها هي رؤية خرجت من حكيم عارف ببواطن الأمور ومقدر ما سوف تؤول إليه الأجيال القادمة وهي نظرة تربويَّة فما ربي على العنف لا يمكن أن ينتج غيره، فالعنف يولد العنف وهكذا سيكون مستقبل العالم بأسره ما لم تعالج الأوضاع برؤية إنسانيَّة تضع محرمات قتل الإنسان في أولويات دساتيرها وتطبِّقها أم أن تكون الأوضاع بما يشاهد فهو وضع مأساوي ينبئ بخطر عظيم فادح سوف يصيب الإنسانيَّة في مقتل ما لم ينتبه مسؤوليه وقادته وحكمائه إلى مناشدة قائد الإنسانيَّة الملك عبد الله لهم في كلمته التي خرجت من القلب. وهي كلمة أقل ما يقال عنها إنها طريق السلام الحقيقي للعالم، فهل يتحرك قادته لتنفيذ ما طلبه ملك الإنسانيَّة..

أرجو ذلك وبالله التوفيق...

أستاذ السياسات التربوية المشارك - جامعة الملك سعود كلية التربية

مقالات أخرى للكاتب