Saturday 02/08/2014 Issue 15283 السبت 06 شوال 1435 العدد
02-08-2014

بان كي مون وفلسطين

يتحدث دائما الأمين العام للأمم المتحدة الكوري بان كي مون عن وقف إطلاق النار الفوري في غزة ويطلب هدنة إنسانية لمدة ساعات ولا تستجيب له إسرائيل, كما أنه زار غزة وشاهد بأم عينه حجم الدمار وأن غزة في الواقع قطاع على شكل سجن كبير منذ (8) سنوات محاصر من البر والجو والبحر ورغم ذلك لا يحرك الأمين ساكناً، هذا (الأمين) يقول عن نفسه في صفحته على الانترنت: «لقد نشأت في جو من الحرب، وشاهدت الأمم المتحدة وهي تساعد بلدي على التعافي وإعادة الاعمار, وكانت تلك التجربة إلى حد كبير الحافز الذي حدا بي إلى مزاولة مهنة في الوظائف العامة, وبصفتي أميناً عاماً، فإنني عاقد العزم على أن أرى هذه المنظمة تحقق نتائج ملموسة وذات مغزى تمضي قدماً بمسائل السلام والتنمية وحقوق الإنسان». انتهى. الأمين العام ولد في جمهورية كوريا الجنوبية عام 1944م. ونشبت حرب الكوريتين الشمالية والجنوبية عام 1950م واستمرت حتى عام 1953م وشهد الأمين العام تدمير بلاده على أيدي كوريا الشمالية ولم تتخل بلاده عن المقاومة ورفضت هيمنة الشمال ومازالت ترفض وتقاوم رغم أنهم ينتمون إلى عرقية واحدة وثقافة واحدة وتصاهر عائلي واحد، هذا الذي ولد من رحم الحرب وأبصرت عيناه مشاهد الدمار في بلاده لا يرف له جفن على مذابح غزة وعلى الاحتلال, أليس هو من بلد مهددة من جارتها العسكرية والمتسلحة بالنووي والجيوش التي تضع أصابعها على الزناد، إذن لماذا لا يتحرك إنسانياً لحماية الأطفال والنساء والمدنيين، ولماذا يقف صامتاً حتى عندما قصفت إسرائيل مدارس الأمم المتحدة (الاونرواء) مرتين دون أن يرد، لذلك الفلسطينيون لا يعتمدون إلا على الله ثم على أنفسهم، ولا يراهنون إلا على ما يمتلكونه من إرادة ومن سلاح الصواريخ والقرب الجغرافي للعدو, والكثافة الديموغرافية في الضفة والقطاع ومن هم داخل الخط الأخضر، لا ينتظرون الأمم المتحدة، ولا الاتحاد الأوروبي ولا منظمة العالم الإسلامي ولا الجامعة العربية ولا مواقف قيادات وزعامات عربية على الرغم من أن إسرائيل انكشفت فليست هي حارس وشرطي المنطقة، والدولة الأقوى عسكرياً, انكشفت في حروبها مع المقاومة اللبنانية عام 2006 والمقاومة الفلسطينية فأصبحت لا تخوف الدول العربية ولا تخوف حكامها كما كانت بالسابق حين هزمت (5) جيوش عربية في (6) أيام قالوا عنها النكسة.

مقالات أخرى للكاتب