Monday 04/08/2014 Issue 15285 الأثنين 08 شوال 1435 العدد

ساهمت عبر الكشف المبكر في إنقاذ 144 حالة من السرطان

الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان تساعد المرضى وذويهم ماليًّا ونفسيًّا

الجزيرة - فيصل آل حامد:

أظهرت الإحصائيات الرسمية إصابة أكثر من 650 شخص سنوياً بمرض السرطان في منطقة المدينة المنورة وتسعى الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان لمد يد العون لمرضى السرطان وذويهم من خلال تقديم العديد من البرامج والأنشطة لتخفيف أثر مرض السرطان، حيث ساهمت الجمعية عبر الكشف المبكر في إنقاذ 144 حالة من مرض السرطان، كما تم إجراء الفحص لأكثر من 22 ألف حالة وتم تقديم مساعدات مالية للمرضى تفوق 4 ملايين ريال، وترعى الجمعية ما يزيد على 550 مصاب ومصابة بالسرطان، كما أسهمت عبر برنامج الدعم النفسي (رحلة أمل) في تخفيف الأثر النفسي على المرضى وعلى ذويهم.

وتتلخص رؤية الجمعية في تخفيف أثر مرض السرطان على المجتمع، ورسالة الجمعية أن تكون الداعم الرئيسي لمرضى السرطان حيث تهدف الجمعية إلى تقديم خدمات مساندة لمرضى السرطان، والمساهمة في دعم برنامج التوعية والوقاية من السرطان، ودعم وتشجيع البحوث العلمية للوقف والتعرف على مسببات السرطان في المملكة، ودعم برامج الكشف المبكر، والتعاون مع بقية الجمعيات الخيرية الموجودة في المملكة التي تعنى بمرضى السرطان لتحقيق الأهداف المطلوبة للجمعية، ودعم برامج الجودة النوعية للعمليات التشخيصية لمرضى السرطان، ودعم برامج التشخيص وعلاج مرضى السرطان، ودعم برامج العلاج التلطيفي لمرضى السرطان.

وسَعَتِ الجمعية إلى الرقي بالخدمات المقدمة للمرضى, بعد الوقوف على احتياجاتهم الحقيقية التي تواجههم خلال أصعب فترات حياتهم؛ بسبب طول المدة التي يتلقون فيها العلاج وما يصاحبها من عجز المريض عن توفير مصاريف الحياة؛ لذلك أعانتهم الجمعية على توفير مصاريف الحياة، وفق برامج مخصصة تقدِّم لهم فيها الدعم المالي, مثل برنامج المساعدات المالية, ورواتب المرضى, والإعاشة، وبرنامج الإسكان, وبرنامج نقل المرضى.

مع تزايد متطلبات الحياة الحديثة ومستلزماتها المادية بشكل أكبر مما كان عليه في الماضي, ونظرا لحاجة المريض لمن يعينه على مواجهة هذه الظروف بسبب زيادة المصاريف الناتجة عن المستلزمات الطبية والأدوية و الرعاية الصحية, مع انقطاعه عن العمل عادة, فقد أنشأت الجمعية هذا البرنامج الذي يهدف إلى المساندة الاجتماعية و النفسية للمرضى خلال فترة معاناتهم مع المرض وتخفيف الأعباء الاقتصادية المترتبة عليه، ويشمل البرامج التالية:

أ -المساعدات المالية المقطوعة: يقدم هذا البرنامج للمرضى الدعم الذي يحتاجون إليه على شكل مبلغ محدد, بعد أن وضعت الجمعية برنامجًا إلكترونيًا لإدارة ودراسة الحالات المحتاجة, ومن خلال هذه الدراسة يتم تقديم هذه الخدمة في وقت قياسي لا يتجاوز (48) ساعة.

ب -رواتب المرضى: تستدعي بعض الحالات المرضية, وبخاصة من لا عائل لهم, توفير رواتب شهرية تستمر طيلة تلقيهم العلاج, حسب ضوابط ومعايير خاصة, ومن هنا فقد استحدثت الجمعية هذا البرنامج؛ إسهاماً منها في تخفيف الأعباء على المريض.

ج -إعاشة المرضى: تتطلب الأنظمة ودراسات الحالة بعض الوقت لإدراج المريض ضمن خدمات الجمعية؛ ورغبة من الجمعية في عدم حرمان المريض من خدماتها فإنها تقدم له إعاشة دورية تصرف فوراً من حين وصوله إلى المدينة العلاجية, ولا تنقطع هذه المساعدة حتى يلتحق بأحد الفرعين السابقين.

ونظرًا لأن كثيرًا من المرضى لا يواصلون علاجهم؛ بسبب عدم مقدرتهم على تكاليف الإقامة في المدن التي يتلقون فيها العلاج؛ وحرصًا من الجمعية على تجاوزهم لهذه العقبات, فقد رأت أن تنشئ برنامجاً لإسكانهم طوال فترة علاجهم في المدن التي فيها فروع للجمعية؛ لتحمل بذلك عنهم شيئاً من أعباء الحياة.

كما أدركت الجمعية حاجة المرضى إلى نقلهم إلى أماكن علاجهم, فبادرت إلى تأسيس برنامج نقل المرضى, يسير على نَسَقَين، الأول نقل داخلي, إذ توفر الجمعية للمريض وسائل النقل المختلفة لضمان وصوله إلى المدينة التي يتلقى فيها العلاج, على أن تكون ضمن نطاق فروع الجمعية، والثاني نقل محلي, إذ تتكفل الجمعية بنقل المريض داخل المدينة التي يتلقى فيها العلاج, سواء كان من سكانها, أو من القادمين إليها.

وحيث إن اكتشاف المريض إصابته بهذا المرض يؤدي به إلى الانزلاق إلى هوة الأزمات النفسية التي تشكل خطراً أشد من خطر الإصابة بالمرض ذاته, فهو في هذه الحالة بأمس الحاجة إلى من يَمُدُّ له يد العون؛ لانتشاله من الحالة النفسية السيئة في المرحلة الحرجة، لذلك وفرت الجمعية أخصائيين مؤهلين من ذوي الخبرة في هذا المجال لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة الحرجة, حيث يقوم الدعم النفسي على تفادي الآثار والأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي, وذلك بواسطة جلسات العلاج النفسي وآليات الاسترخاء, التي تساعد المريض على السيطرة على الآلام، أو الاكتئاب, أو اضطرابات النوم.

ولا يقتصر دور الدعم النفسي على المريض فقط, بل يمتد ليشمل عائلته, كما تشمل الخدمات النفسية التي تقدمها الجمعية للمرضى مساعدة المريض على تقبُّل التشخيص الخاص بحالته، وتحسين الحالة النفسية والعاطفية للمريض، والتخلص من المشكلات المتعلقة بالمرض من آلام واكتئاب واضطرابات نوم ونحوها، وتعزيز قدرات المريض الفردية، وتعليم المريض كيفية تغيير توجهاته وسلوكه.