Tuesday 05/08/2014 Issue 15286 الثلاثاء 09 شوال 1435 العدد

الشيخ راشد الهزاني إلى رحمة الله

في خطواته لا يُعسر فقيراً ولا يؤذي جاراً

الحمد لله، وأشهد أن الموت حق، وأن كل نفس ذائقة الموت صغيرة أو كبيرة لا مفر ولا ملجأ منه بتقدير محدد ومؤقت من الباري سبحانه، فمهما بلغ المرء من عمر، ومهما رُزق من مال، وولد، ومنصبٍ، ومهما تمتع بصحة وعافية، ومهما أُصيب بمرضٍ، وشُفي من علةٍ، قال تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) وخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: (إنك لميت وإنهم لميتون)،

وإن الحزن خيّم على جميع من عرف هذا الفارس ولهم العبرة وتذكر ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بفقده ابنه وفلذة كبده (إن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، وإن بك يا إبراهيم لمحزونون).

إن من أكتب عنه هذه السطور هو رجل الشيمة والأخلاق العالية، والصفات الحميدة المتوفي بتاريخ 27-9-1435هـ بعد تردده على مستشفيات عدة كان آخرها المستشفى السعودي الألماني، وقد صُلّي عليه بمسجد أبو حشان بمحافظة الحريق عصر يوم السبت 28-9-1435هـ والموارى جثمانه بمسقط رأسه وموطن آبائه، وأجداده، وأخواله، وأصهاره والكثير الكثير من محابه ومعارفه بمحافظة الحريق، وبمقبرة آل سبيت جعل الله ضريحه نوراً ويسر له الإجابة فيه يوم سؤاله.

إن الكتابة عن هذا الفارس وهو: راشد بن زيد بن علي الهزاني لا توفيه حقاً، وتعتبر قليلة لا تساوي شيئاً من أعماله الطيبة في نظر من عاش معه أو عاشره وزامله في عمل، وجاوره في مسكن، وتعامل معه في بيع أو شراء أو سفر يُعرف به مخابئ الرجال وكنوزهم، فقد عاش عصامياً معتمداً على الله ثم على نفسه لامس ظروف الحياة الصعبة وشظف العيش وقلة اليد، ومنحه الله خيراً كثيراً أدّى حقه وأحسبه كذلك فيما ذكرت، وما سأذكر عنه، فقد انخرط في الحرس الوطني وتنقل في نواح من بلاده، وساهم في إنشاء بيوت الله لوحده، ومع غيره، فهو يُعد من عمداء قبيلة الهزازنة فهو من رجال الكرم، ويقضي حوائج الناس بخفية وسرية تامة لا يُريد من أحد جزاءً أو شكوراً، أو مدحاً.

وفي خطواته عامة يسير هادياً، ولا يُعسر فقيراً، ولا يؤذي جاراً محترماً لنفسه ومحترماً من جميع معارفه. صلى عليه جمع غفير من الناس من محافظة الحريق، ومحافظة حوطة بني تميم، ومركز نعام، ومركز المفيجر، وهجرة أبو رمل، والحيانية، ومركز الرين، وكلٍ يلهج له بالدعاء والمغفرة والرضوان أرجو أن تُقبل شفاعتهم فيه أمام الله سبحانه وتعالى.

وبفقده فقدت محافظة الحريق رجلا كريماً سخياً خجولاً لا يُنابز، على معرفة تامة بالبلدان، والشعبان، والجبال، والقبائل كنزاً فهو صيد في جلد فراء يحفظ ويردد الكثير الكثير من عيون الشعر الشعبي ينسبها نسبة صحيحة لمصادرها ودعائي له بالمغفرة، وصلاح الذرية، وقبول العمل، وعزائي لعموم قبيلة الهزازنة في محافظة الحريق، والرياض، والإحساء، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وأخص ابن خاله الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد الهزاني وولدّي المرحوم، زيد، عبدالله وأخاه سعد، وأحفاده، وأسباطه، وأبناء اخته أولاد عبد الله بن راشد بن شعيل الهزاني، وأزواج بناته، وعموم جيرانه وأهالي محافظة الحريق كافة (إنا لله وإنا إليه راجعون )، ولعلني هنا وعلى خطي طرح القلم أذكر محاسن هذا الرجل الوفي لوطنه المقدام لأهله وأحبته القريب من الضعيف المسكين، المتواضع أمام قاصديه المتعلق في سجايا حسنه وفي حسن أسلوبه وعمله وتعامله، رجل يفرج كربة المكروب ويحقق حلم المحتاج لا يفرق بين قريبه ومحتاج معدوم ما قفل بابه لمن قصده ومن لفاه عزيز نفس كريم العطاء صاحب مورد عذب في الكرم والتواضع، دائما ما يحقق مطالب من ينصاه لا يتذمر ولا يتوارى عن الأنظار يعطي من زكاته ومعها زود ووفاء يخفي عن شماله جزل مامدت يمناه ولم يذكر عنه -رحمه الله- انه مخاصم ظالم أو انه ظلوم، وفي خطواته عامة يسير هادياً، ولا يُعسر فقيراً، ولا يؤذي جاراً محترماً لنفسه ومحترماً من جميع معارفه، وفي الختام أطلب ربي أن يجعل قبره ولحده ما تفارقه الغيوم والماطر الهتان دايم شربه وسقياه. وأدعو الله أن يثبته وكل ميت طويت صفحته ودفناه. وصلاة ربي وتسليمه على خير البشرية نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون. وما تعاقب الليل والنهار وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الدكتور - سعد بن عبدالعزيز الكليب - وكيل هيئة الرقابة والتحقيق سابقا