الوطنية العالية المُشَرِّفة في الشعر الشعبي السعودي

إن مما يعتز به أبناء الوطن الأبي الشامخ المملكة العربية السعودية اللحمة الوطنية، منذ أن وحد الوطن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه -، والشعر الشعبي السعودي واجهة حضارية وموثق تاريخي للوفاء والولاء لولاة الأمر الكرام منذ قصائد الحربيات.

- العرضة السعودية مثل العوني، وابن دحيِّم، وابن صفيان - رحمهم الله - حتى عهد أجيال الشعراء اللاحقين بهم في وطن العز والشرف والسؤدد تحت راية التوحيد (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله)، لهذا فإن الراصد يعتز بهذه الوطنية العالية المشرفة في الشعر الشعبي السعودي الممتدة على مدى أجيال الشعراء السعوديين.. يقول الشاعر عبد الرحمن الصفيان عام 1351هـ:

يا المملكه فوزي عسى يومك سعيد

الحمد للِّي زاد نورك ذا بنور

يوم إن أبو تركي طلع شبحه بعيد

تذكّر الهدّات في هاك العصور

من قام بالتوحيد حنَّا له عضيد

ومن خالف الملّه نعشّيه الطيور

لي ثار دخانٍ علينا يوم عيد

راعي الطنا ما هو على العايل صبور

ويقول الأمير الشاعر خالد الفيصل في جزئية (حربية - عرضة سعودية) من أوبريت التوحيد واصفاً مراحل توحيد الوطن على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه -:

يا راعي البيرق تقدّم لا تعوق المسير

لا تاقف إلاَّ عقب توحيد الوطن والسّلام

حنّا هل العوجا لنا بالحرب يومٍ كبير

عاداتنا لا ثوّر الدّخان مثل الظّلام

ويصف الشاعر فراج بن جلبان السبيعي مكانة المملكة العربية السعودية بين الدول العربية والإسلامية والعالمية بقوله:

الله يعمر الدار واللِّي عمرها

دارٍ لها فضلٍ على كل ديره

وجيرانها ما احدٍ شكا من قشرها

وعنهم تدافع لافجتهم مغيره

ومنها قوله:

هي منبع الدعوة ومنبت شجرها

ولا فضل بشر فيها مآثر وسيره

وتحكيم شرع الله مصدر فخرها

مهما تقول أهل النوايا الشريره

ويصف الشاعر نايف صقر منهاج الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - في تطبيق كتاب الله وسنة نبيه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:

من لا رعى لله حرمات وحدود

عليه مردود الحروب وبراها

ومنها قوله:

طبيب تاريخٍ مجرّح وملهود

عبدالعزيز اللي جروحه رفاها

جدّد لنا دينٍ معظّم ومعبود

مع سنّةٍ ما أحد كذب وافتراها

تبقى بها الأمجاد لقرون وعهود

وتشيب ويجدّد لها الله صباها

هيّج ذكر عبد العزيز أزرق العود

وفاحت شجون المسك الأسود كماها

تمردت روحه على الريح والنود

حتى ركض جنب الهبوب وعداها

ويقول الشاعر مساعد الرشيدي في رائعته - بيرق النور -:

وانتخت به وهو للطيب قرمٍ عجول

لو يشوف المنايا تنفض فلولها

قال عندي و(اخو نوره) يقول ويطول

واستوت زّرْقة الشلفا لمقتولها

ربّع العز واعشوشب بجرد السهول

ويله اللِّي يبي ذرَّه من سْهولها

ومنها قوله:

من طمع عقب (أبو تركي) بنجد مْهبُول

حكمةٍ يشهد الحاضر بمدلولها

أقبل الحق والباطل زهوقٍ ملول

وانحنت هامة التاريخ من هولها

- محمد بن علي الطريف