أبناؤنا .. والتحديات الكبيرة

منال سعيد

بعض الأحيان تثير حفيظتك بعض الأمور التي تثير الغضب.. أصبح يدرس الطالب لسنوات عديدة ليجد نفسه أمام عدة عراقيل تحول بينه وبين ذاك المستقبل الذي كان يحلم به طيلة حياته عندما يصل لمرحلة الثانوية تكون بداية الصعوبات.. مرحلة الثالث ثانوي أصبحت عقدة نفسية بفضل القدرات والتحصيلي, مالحكمة من كل هذا التعقيد..؟؟

إذا كنا نبحث عن أسلوب نعتمده فلنختر السهل الصعب!! ولتكن الدراسة برمتها صعبة وإلغاء القدرات والتحصيلي ولنصبح كباقي الدول العربية ولنضع مدرسين أكفاء جديرين بالتدريس ولتلغى المحسوبيات.. ولنضع هذه جانباًونأتي لموضوع آخر... الجامعة.. وما أدراك ماهي الشروط والقوانين والعراقيل التي توضع أمام الطلاب.. يذهب الطالب للدراسة سعيداً بقبوله في كلية الطب ويفاجأ مع الأيام بأن عدد الذين ستقبلهم الجامعة في تخصص الطب مئة وخمسين طالباً من أصل خمسمئة طالب!! لماذا؟؟ وكيف هذا.. كل ما يفعله الطلبة للاحتجاج يذهب سدى وبلا جدوى، فهكذا هي القوانين التي لا يمكن مناقشتها البقية ييدرس في تلك السنة التحضيرية باذلاً قصارى جهده ليحظى بتلك الفرصة، وليحصل على أعلى الدرجات ويفاجأ وما أكثر المفاجآت للطلبة بأن من لم يكن مستواه في اللغة الإنجليزية ممتازاً لن يقبل في الطب، ويبقى ذاك الطالب في تدني نفسي معنوي إلى نهاية السنة ليجد نفسه أمام خيارات الصيدلة والتمريض..

وعجبي كل العجب، إننا ندرس طيلة تلك السنوات السابقة باللغة العربية هل كنا نلهو ونلعب ؟؟! ولم يخبرنا أحد بأن اللغة الإنجليزية ستحدد مستقبلنا !! فالكثير لا يملك القدرة على تدريس أبنائهم في مدارس إنترناشيونال إما لغلائها أو قلتها وبعدها. ولا يمكنه إرسال أبنائه في الإجازات ليكتسب اللغة.. ونأتي لنقطة أخرى لتزيد الطين بلة تكرم خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره بمكرمة الابتعاث التي ساعدت الكثير والكثير من الشباب ولكن ما نراه بأن البعض يتفنن في وضع القوانين والعراقيل لتحول دون الرقي بشباببنا وتحقيق أحلامهم، ومن شروط الابتعاث أن يكون الطالب حاصلا على شهادة IELTS وكأننا كنا ندرس في أوروبا أو أمريكا، وكيف لنا أن نحصل عليها مع كل ذلك الوقت الضيق والامتحانات المتتالية ؟!

عذراً، فقد ضاقت ذريعتنا أمام كل تلك العراقيل والشروط والتعقيدات..

وفي الختام، إن كانت اللغة الإنجليزية باتت أساساً لكل شيء فلنغير نظام مناهجنا ولنرتقي بشروط جامعاتنا التي باتت تدمر أهداف أبناء الوطن.