موسم الحج القادم والموعد مع شركة المياه الوطنية

د. طلال سليمان الحربي

كنا سابقاً قد أشدنا في عديد من الإنجازات التي حققتها شركتنا الوطنية للمياه التي دائماً ما نؤكد على أنها ليست مجرد شركة تعمل وفق أطر إدارية محددة، بل هي فعلياً شريك إستراتيجي لكل مواطن أو مؤسسة وذلك وكما نؤكد دائما لأهمية الملف المائي -الذي وللأسف الشديد لم يحصل إلى الآن على ما يستحق من تغطية إعلامية لأهميته- ونشراً لثقافة الوعي المائي الذي تدعم شركة المياه الوطنية سياسة نشره وتعميمه ليكون منصهراً ضمن ثوابتنا الوطنية والدينية على حد سواء, لكن اليد الواحدة لا تصفق وحدها والمجتمع كله مسؤول مسؤولية مباشرة مثله مثل شركة المياه الوطنية التي في جوهر عملها تنفذ سياسة وإسترتيجية وطنية يرعاها أعلى مستوى في الهرم القيادي في المملكة.

كما أسلفنا فإن التعامل مع شركة المياه الوطنية من باب أنها تقدم سلعة للبيع هو فكر خاطئ وأن الإعلام عليه أن يأخذ دوراً أكبر في تعميم النهج الذي تعمل وفقه الشركة لنشر الوعي المائي في المجتمع, سياسة الانتقاد لأجل الانتقاد أو المبني على مواقف شخصية هي سياسة قد -وأقول- قد تنجح في عدد من الأمور لكنها أبداً غير مفيدة ولا مجدية فيما يتعلق بالماء وكافة الجهات والمؤسسات المعنية بإدارة ملف المياه في المملكة, خاصة وأننا لمسنا اعترافاً عالمياً بأننا نملك إدارة مؤسسية على مستوى عالمي بل وأحرزت الجوائز والمراكز الأولى بين عديد من دول العالم المتقدمة التي لديها سياسة تعليمية تثقيفية خاصة منبعها وعي المجتمع لديهم بأهمية الملف المائي وضررويته, لكننا وأستمر في أسفي ما زلنا نربط أخطاء بسيطة بالأسماء والشخوص.

اليوم نحن على أعتاب موسم الحج لهذا العام 1435هـ/2014م، وكنت قد قرأت بياناً لشركة المياه تعلن فيها عن استعدادها لهذا الموسم والتجهيزات والبرامج التي أعدتها, ونحن على موعد مع تحد جديد للشركة وإدارتها وكوادرها السعودية الوطنية الذي وإن نجحوا فيه سابقاً إلا أننا مستمرون معهم في التحدي وهذا قدرهم الذي ارتضوه لأنفسهم خدمة لوطنهم, لكن السؤال الأهم الذي يجب طرحه هل نكتفي بالوقوف متفرجين تاركين الميدان فقط لكوادر الشركة الوطنية أم علينا نثر السواعد والنزول إلى الميدان معهم كجنود.

ما زلت أذكر الانتقاد الذي وجهه أحد الإخوة حين قال إنه رأى ماسورة مياه مكسورة يتدفق الماء منها وأنه أبلغ الصيانة في شركة المياه وأنه لمدة تزيد عن أربع ساعات لم تأت الصيانة، وكيف أن هناك آخرون أيدوا وصدقوا كلام الأخ, لكن في المحصلة لم يكلف أحدهم نفسه عناء أن يتدخل بنفسه لإيقاف هدر الماء ومعالجة الموقف ولو على نفقته الخاصة, وكأن الأمر لا يعنيهم أو مجرد فيديو ينشرونه وانتقاداً يوجهونه, هذا ما قصدته أننا كلنا شركاء وأن العمل ما دام مستمراً فإن الأخطاء ولو بالطبيعة البشرية أمراً وارد الحدوث, موسم الحج القادم تحد جديد لكم يا جنود الماء في الوطن وإني أدعو لكم بإذن الله تعالى أن يستمر نجاحكم بعطائكم وتفانيكم وكلنا ثقة فيكم فكونوا كما عودتمونا عند حسن ظن وطنكم وفقكم الله.