هذه أهم الأمور التي يجب على «الداعية» التزود بها

الأستاذ الفاضل خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطلعت على مقال الكاتب الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المبثوث في جريدة الجزيرة العامرة والمنشورة في يوم الجمعة 5-10-1435هـ العدد 15282 في زاوية رياض الفكر المعنون بـ(الداعية إلى الله وآفة الانشغال بالأمور الثانوية).

فألفته مقالاً شافياً مختصراً مؤنساً حيث تطرق إلى الهدف الأسمى والغاية العظمى التي يسعى إلى تحقيقها الداعية إلى الله، وأنه يجب عليه أن يحرص على هذه الغاية النبيلة فهي درة مكنونة مصونة وأن يبتعد عن الانشغال أو التشاغل عنها بالأمور الثانوية والتي تعرقل أول تؤخر تحقيق المقصد الأجل من الدعوة إلى الله.

ولفت بالي ما أشار إليه الكاتب من أهم ما يجب أن يتزود به الداعية في مسيرته الدعوية فأجبت أن أعلق أهم الأمور التي على الداعية التزود بها:

أولاً : الإخلاص:

وهو أس عليه تقوم الأسس والركن الأقوى الذي قامت عليه الأركان، قال تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (الزمر 11).

قال الإمام القرطبي رحمه الله عند تفسير هذه الآية «وفي هذا دليل على وجوب النية في العبادات فإن الإخلاص من عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره».

ثانياً : التزود بالعلم والبصيرة والحكمة:

وإلى هذه أشارت الآية الكريمة قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (سورة يوسف 108)، فهو صلى الله عليه وسلم داعية إلى الله على بصيرة، والبصيرة هي المعرفة التي تميز بها بين الحق والباطل المبنية على اليقين والبرهان والدليل الشرعي أو العقلي، وهذه من أهم الزاد وأعظم المزاد للداعية إلى الله تعالى.

ثالثاً : التخلق بأخلاق الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وفي مقدمته خاتمهم الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهم أصفياء الله عز وجل الأخيار قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (سورة الحـج 75)، وافضلهم وأصفاهم الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي حث على التخلق بالأخلاق الحسنة والتعامل بالمعاملة الطيبة وإن الداعية إذا كان حسن الخلق منبسط الوجه قبل الناس منه.

لذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق» أخرجه أبو يعيى والبزار وحسنه المحدث الألباني.

وفي حديث عبدالله عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من خياركم أحسانكم أخلاقاً» أخرجه الإمام مسلم.

وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء» أخرجه الترمذي وقال حديث صحيح.

فواز الأدهم - إمام وخطيب بالحرس الوطني، المستشار القانوني والمأذون الشرعي