إلى الفردوس الأعلى بإذن الله يا زوجة والدي

الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلاله، وحمداً على قضائه وحكمه وأمره.

اللهم يا رب الأرباب ارحم والديَّ ووالديهم وجميع المسلمين وخص منهم زوجة والدي بمغفرتك ورحمتك وأن تجبر مصيبتي ومصيبة إخواني وأقاربي وأقاربها وأن لا يجعل مصيبتنا في ديننا..

قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت)، وقال تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول (إنا لله وإنا إليه راجعون)، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها).

فحمداً لله على ما كتب وأمضى، والدعاء لزوجة والدي بالرحمة والمغفرة والقبول والعتق من النار.

اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة، وجميع المسلمين. آمين يا رب العالمين.

لقد توفيت زوجة والدي رحمهما الله جميعاً والمسلمين وضحى بنت عبدالله بن ناصر الهزاني يوم الأحد الموافق 14-10-1435هـ وصُلي عليها في جامع الملك عبدالعزيز - رحمه الله بمحافظة الزلفي ودفنت بمقبرة الزلفي الشمالية رحمها الله رحمة واسعة.

إنني حينما أكتب هذه الكلمات المتناثرة المتواضعة بحقها فهذا ولا شك جزء صغير جداً من العرفان بحقها واحترامها فمنذ أن تزوجت والدي - رحمها الله - في سنة 1375هـ وأنا لم أجد منها إلا حسن الاستقبال والمودة والدعاء والاهتمام بي كثيراً وأولادي وأقاربي مع أنني للأسف أحس بتقصيري تجاهها في بعض الأمور لكن معدنها الطيب وقلبها النظيف وكرمها ووفاءها جعلت مني إنساناً مجبراً على محبتها والحرص على اللقاء بها بصفة مستمرة وخلال تلك اللقاءات لم أسمع منها إلا الترحيب والدعاء والسؤال عن الأسرة والكرم. اللهم جازها بالحسنات إحساناً والسيئات عفواً وغفرانا ووالدي ووالديها وجميع المسلمين.

رحلت زوجة والدي - رحمها الله - بعد صبر واحتساب على ما ابتلاها من أمراض أنهكتها، فبحمد الله تلك دلالات واضحة على تكفير ذنوبها إن شاء الله. قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وقال تعالى: (وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).

من صفاتها - رحمها الله - الزهد والتواضع والبشاشة والكرم وصلة الرحم والسؤال عن القريب والبعيد. كانت بحمد الله محبوبة جداً من أقاربها وجيرانها، لم أسمع منها إلا السؤال عن أحوال الأقرباء والدعاء لهم والمسلمين عامة، كانت دائماً في مصلاّها تدعو لأولادها وأقاربها ولولاة الأمر وأن يديم الله على هذه البلاد المملكة العربية السعودية الأمن والأمان وأن يحفظ قائدها من كل مكروه وأن يهبه الصحة والعافية. وكنت حينما أزورها تفرح فرحاً كبيراً وتبادلني الأحاديث العذبة الخاصة والعامة وتسألني عن أحوالي وأحوال أسرتي وأقاربنا جميعاً وتذلل ذلك بالدعاء وطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى لي ولأولادي ولجميع المسلمين.

إنها والله كانت قريبة جداً إلى قلبي وكنت أحس براحة شديدة عند لقائها لأنني لم أجد منها ما يكدِّر صفو خاطري نهائياً.

اللهم اجعلها ووالديها ووالدي في الفردوس الأعلى من الجنة. آمين يارب العالمين وجميع المسلمين، اللهم نوّر لها قبرها واجعله روضة من رياض الجنة. آمين

عزائي لنفسي ولإخواني أولادها وأخي سعود وأختي الكريمة وأقاربها وأحفادها وجيرانها وصديقاتها وكل من تعز عليه.

وفي النهاية لا أقول إلا أن ذكرها العطر الدائم سيبقى أمامنا دائماً وسنتتبع خطاها وصفاتها الجميلة. اللهم اجعلها مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

وفي الختام لا أقول إلا الحمد لله على ما قضيت وإنا لله وإنا إليه راجعون.

- صالح بن عبدالله الحمد

D.SALEHALHAMAD@HOTMAIL.COM