أبيض غامق

من سمع عن النعامة!؟

بحَرْفِيَّة:

الشعور المرادف للحظة أخرى: أن تُرتب شيئاً متدفقاً يَقْدم من اللاوعي الأخير. أن تحاول تبقيع اللحظة بالأشياء التي لا تقبل أن يكون دورها في وعيك مجرد بقعة!! الشعور المرادف للحظة أخرى: أن تجمع أكبر عدد غير ممكن من تمرينات الأنا الأعلى على الخطة (ب) في حالات الانفراط, وأي أُهبة لأي (ينبغي) وأي (يجب). أن تخاتل شعورك الحقيقي بسمات باروكية تماماً, وتفر قبل أن يَكتشفَ ذلك!

الشعور المرادف للحظة أخرى: أن تقهقه وتنشج وتصمت, وتظل تتحسس بحَرْفِيَّة جيوب لهفتك!

عن النعامة:

لم يحدث يوماً أن استجمعتُ (يااااه) هذه من خيبات البشر، أو كل مأساة تصطدم بي وأصطدم بها.المرة التي حدث فيها ذلك عندما كنتُ أُطفئ آخر لحظات العيد الخلفية، وأفككُ عن صوتي بقايا حلوى!

(يااااه) هذه التي ظننتها تهوي من الأعلى بزفير مزدوج. تفاجأتُ بها! إنها تمتد أفقياً وتأخذُ كل شكل تمر به.

صباح أمس: (يااااه) حمامة على خزان ماء. البارحة: (يااااه) أن وضعتُ ثلاث كِسَر من عود البخور. وأن صوتي عَلِقَ بين صريرين.

صباح اليوم: (يااااه) أغنية من ركض الطفولة نحو دهشة حقيقية:

«- من سمع عن النعامة.. من سمع عن النعامة!؟

- النعامة طيركبير له جناح وما يطير»!! (يااااه)!!

حِصَّة:

التناوب بين زريّ الحياة (On/Off) والتي تتصير بينهما تراتبية الخيارات والقرارات وحِصَّة من الخيبات المالحة كتبعة, التناوب الذي يهيئ في المراحل الكبيرة (قوةً شخصيةً) ما. وإن كانت في أغلب المحاولات عديمة التخطي والقفز بمزايا جندب أخضر. لكنها القوة الشخصية النبيلة بما يكفي لردم قبر ما لمقتنيات روحية. هذه التي تندفع فجأة وتلفك كضمادة مُعَقَّمة. حباتُ الملح التي كبرت وتراكمت لتعقيم جرح ما, أو تسوية نتوء في صيغة بنائية من فرح!! لحظة الصبر التي خرجت من شرنقةِ حالةٍ؛ لتكبر فراشة مسيجة بالسماء.

والنهار والفرح:

الذين يكونون في حياتنا بجدوى العَلاقات, والحصالات, وفواصل الصفحات, وجدول السُّعَرَات الحرارية, بجدوى المفكرة, والنهار, والفرح.. يحتفظون لك برقم صفحة. وآخر لحظات يقظتك على فكرة. الذين يذكروننا أحياناً بموعد الطبيب, أو يتذكرون يوم ميلادنا أو الأيام المتبقية في الفاتورة لاستبدال قميص، الذين يناقشونك في فكرة كاتب ما, وهم يغنون ويغسلون فناء منزلهم. ويحضرون لك وجبة سريعة لإفساد حميتك, ومثلجات.. ويضحكون لأنك تحب نوعاً من الحلوى التي لم تعد موجودة إلا في المحلات القديمة. الذي يملأون جيوبهم فرحاً وقصصاً لك حينما لا تكون معهم في مناسبة ما. الذين تتذكرهم الآن.. من الطيبين تماماً الذين لا يصدقهم أحد!!

- نورة المطلق