شعر

افْتَرضْ أَنَّ هذا ليس نصيبي

أَقِفُ الآنَ في مَسَاءٍ مَهيبِ

وأمَسّي على جَمَالٍ رَهيبِ

وأعيدُ اليقينَ صوب اشتعالي

ويقيني ما خلتُهُ بالمُنيبِ..

كَفَّرَتْ عِفّتى جنوحَ جنوني

وجنوني مُسْتَغْفِرٌ من ذنوبي..

لستُ أدري كيف اسْتَفَاقَ ذهولٌ

غَيّبَ الصَّحْوَ في منافي دروبي

فَتَلَفّتُّ إذْ تفلّتَ منّي..

فإذا بي تَلْوِيحةٌ في النُّضُوبِ

أَقِفُ الآن مستجيراً بشعري

وغنائي من خلف ذاك الكثيبِ

لا بشعْري جَمَّلْتُ وجه شروقي

والأَهَازِيج ما بكتْ في غروبي..

مُطَرِقٌ مثلما يريد اعْتِبَاري

سَاهِمٌ مثل حِكْمَةِ المُسْتَرِيبِ

ثاغبُ في مضاربي ألف جُرْحٍ

سَاغِبٌ في المَسِير ألفُ غريبِ..

لم يَعِثْ في المكان إزميلُ شكوى

لم يبنْ في الزمان شروى نحيبِ

يا حبيبي: لا تكثرتْ بندائي

وافترضْ أنّني هتفتُ! حبيبي..

فالنّداءُ الذي تَغَشّاهُ وجدي

طاعنٌ في تعفُّني ونُدُوبي

طاعنٌ في الظّنُونِ إذا رابَ شكّي..

وتَشَظىّ في كلّ شيءٍ عجيبِ

حَسْرَةُ الرُّوح أَنْ تُعيد نشيداً

غادرتْه الأشواقُ قبل المغيبِ

فتجلّى سَكْرَةٍ مِنْ رِثاءٍ..

وتَوَلّى في صَحْوةٍ من شُحُوبِ

أَقِفَ الآن في محاريبِ حزني

ذَاهِلاً في المَهِيبِ أوفي الرّهيبِ..

شكّلْتني روايتي قيد سَرْدٍ

ورواني شعري لحظ الأديبِ

لستُ أدري هل اسْتَشَاط جنوني

كبرياءً أو أَنّ هذا نصيبِي!!

- عبدالله بن عبدالرحمن الزَّيد