إلى جنة الخلد (الشيخ طلال الأيداء)

قبل أيام كان الخبر المفجع الذي تلقيته عن وفاة الشيخ طلال بن زيد الايداء، هذا الرجل الذي ترجم محبته تلك الحشود التي شهدت الصلاة على جنازته، وممن شارك في دفنه وممن حضر لمنزل أسرة الفقيد لتقديم واجب العزاء فيه التي امتدت لأكثر من أيام العزاء المحددة، حيث كان الجميع يواسي في هذا الفقيد الذي احتسب آلام مرضه ومعاناته دون أن يشعر من حوله بما يشعر به.

لقد عرفت الشيخ طلال الايداء (أبو غانم) منذ عدة سنوات طويلة حيث البشاشة التي يقابل فيها الجميع حتى في مرضه - رحمه الله - كان يحرص على ألا يعلم محبوه عن مرضه وفترة علاجه التي استمرت عدة أشهر في مدينة جدة، ولم أعلم عن ذلك إلا من خلال العميد متقاعد محمد حنس العتيبي الذي أبلغني عن وجوده للعلاج، واتصلت هاتفيا بابنه عبد العزيز الذي كان مرافقاً له مع بقية أبنائه وتحدثت معه - رحمه الله - وكان لا يريد أن يكلف على أحداً بمشقة السفر، حيث طمأننا عن صحته وعند عودته لمدينة تبوك زرته - رحمه الله - فكان نعم المؤمن الصابر المحتسب، ثم كان الخبر المفجع الذي تلقيته من ابنه عبد العزيز حيث لا يملك الإنسان في تلك المواقف إلا أن يقول لله ما أعطى وله ما أخذ.

انني مهما تحدثت عن الفقيد الذي كان يعاملني كأحد أبنائه فلن أوفي في حديثي ما أكنه له من محبة صادقة التي ستبقى في دعائنا له بأن - رحمه الله - ويسكنه فسيح جناته، ولعلي في هذا المقال اذكر ما تحدث به صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك عن الفقيد وهو ينقل تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده في وفاة الفقيد الشيخ طلال بن زيد الايداء - رحمه الله - أثناء زيارته لمنزل أسرة الفقيد عندما قال: إن الشيخ طلال - رحمه الله - كان مثال المواطن المخلص لدينه ووطنه ومليكه، كما أن اهتمام سمو أمير منطقة تبوك بالفقيد أثناء مرضه وسؤاله الدائم عن الفقيد دليل على محبة هذا الرجل من المسؤول الأول في المنطقة وبحكم عملي الإعلامي كمدير لمكتب صحيفة الجزيرة بتبوك ومن خلال تغطياتنا للمناسبات التي تهم الوطن كان - رحمه الله - من السباقين في المشاركات التي تهم الوطن، وفيما يتعلق بعمله الإنساني فالفقيد له مواقف إنسانية واجتماعية ومن الحريصين على إصلاح ذات البين بين المتخاصمين. ولقد ذكر لي ابنه عبد العزيز أن والده - رحمه الله - قبل وفاته كان محتسبا وكان يقابلهم مقابلة المودع كما انه نطق الشهادتين قبيل وفاته فهذا والله من حسن الخاتمة اسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه وأن القلب للحزن والعين لتدمع وانا على فراقك لمحزونون و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

عبد الرحمن محمد العطوي - مدير مكتب تبوك