استقبل سماحة مفتي عام المملكة

أمير منطقة الرياض: الوقوف وقفة رجل واحد ضد من يريد زرع الفتنة وشق الصف وتشتيت الكلمة

الجزيرة - واس:

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في مكتب سموه بقصر الحكم أمس, سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.

وفي بداية الاستقبال رحب سمو أمير منطقة الرياض بسماحة المفتي, منوهاً بالكلمة الضافية التي وجهها سماحته بعنوان: «تبصرة وذكرى».

وشدد سموه على أهمية مضامين الكلمة المحذّرة من الأفكار التي تسوّق باسم الدين لتسترخص الأرواح وتفرق الناس من عصمة دينهم.

وأكد سموه وجوب الوقوف وقفة رجل واحد من قادة وعلماء ومسؤولين ضد من يريد زرع الفتنة وشق الصف وتشتيت الكلمة, سائلاً الله العلي القدير أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويحفظ لنا قادة مسيرتنا, إنه القادر على كل شيء.

من جانبه قدم سماحة مفتي عام المملكة شكره لسمو أمير منطقة الرياض على ما أبداه من مشاعر, داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

بعد ذلك ألقى سماحته كلمة عبر اتصال مرئي للمشاركين في ورشة عمل «وسائل تنمية الفكر الإيجابي لدى الشباب وحمايته من الانحراف الفكري» التي تقام ضمن الحملة الوطنية الشاملة لتعزيز القيم الوطنية «وطننا أمانة», حيث قال سماحته: «بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد.. أشكر الأمير تركي بن عبد الله أمير منطقة الرياض على هذه اللقاءات وهذه الاجتماعات الطيبة التي يسعى من خلالها إلى توصية شبابنا وتوعيتهم وتحذيرهم من شرور من يريد أن يفتك بهم من دعاة الغلو والشر والفساد ودعاة الانحلال.. وأضاف سماحة مفتي عام المملكة: بعض شبابنا يعاني أمرين إما غلواً زائداً أو فهماً غير سليم في الدين ويُؤدي به ذلك للوقوع في المحظورات وأمور عظيم ذنبها في الدين، فيضحون بأنفسهم ويلقون بها إلى التهلكة من حيث لا يشعرون، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) كما يقول جل جلالة (ولاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ), هؤلاء الذين يدعون الشباب إلى الخروج هنا وهناك, لا يبالون بهم بل يوغلون صدورهم في الشر والفساد، وهم لو أراد أبناؤهم أن يخرجوا لأبوا عليهم ذلك ومنعوهم لكن أبناء غيرهم دماؤهم رخيصة، يرخصون لهم الخروج عن طاعة والديهم وأمرائهم فيقعون في مشاكل إما يُقتلون أو يُباعون ويكونون في ذل وهوان.

وتابع فضيلته قائلاً: «يا أيها الشباب اتقوا الله في أنفسكم واحذروا ممن يريد أن يهدم حياتكم ويدخل الحزن والهم على آبائكم وأمهاتكم, فكم من أم ذرفت عينها من حزن شديد على أبنائها وكم من أب فقد ابنه فهذه مصيبة عظيمة، فعلى الشباب التّبصر في واقعهم، واعلموا أن كل من يريد أن يجركم إلى هذه المهالك هو عدو لكم فردوا عليه دعوته بالسؤال عن مشاركة أبنائه وإخوانه فلن ترى منهم أحداً، فأبناء الآخرين دماؤهم رخيصة».

وأردف سماحة مفتي عام المملكة يقول: «الأمر الثاني الانحراف الفكري في الأخلاق والسلوك فيجب علينا أن نتقي الله في أنفسنا ونعلم أن هذا الانحراف شر مستطير وبلاء عظيم وفساد ذريع, فكل ما تبّصر الشاب في أمره وفي واقعه أدرك أن الشر والفساد سبب لكل بلاء من أمراض خطيرة وغير ذلك, فعلى كل شاب أن يتقي الله في نفسه ويعف عن ما حرم الله عليه وسعى في الإصلاح والخير».

وأكد سماحة مفتي عام المملكة في ختام كلمته أن هذه الورشة العلمية التي تقيمها إمارة منطقة الرياض هي دعوة خيرة ببرامج نافعة, راجياً الله أن يُوفق أمير منطقة الرياض لكل ما يحبه ويرضاه وأن يقويه على هذه الأنشطة المتتابعة التي تُوصي شبابنا وتوعيهم وتزيل ما تعلق في نفوسهم من أمور خبيثة تخالف الشرع.