الملك عبد الله .. أعطى درساً تاريخياً فعلى الجميع استيعابه قولاً وعملاً

مقبول بن فرج الجهني

حفظك الله أيها القائد الرائد الملهم.. حفظك الله وأمد في حياتك الغالية

نعم يا سيدي عبدالله بن عبدالعزيز القائد والرائد لهذا الوطن العزيز

الزعيم التاريخي لهذا الوطن الكبير، إن خطاباتك خلال الأسابيع المنصرمة الأول في عيد الفطر المبارك والثاني للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، والثالث في مجلسكم الخاص بحضور عدد من المشائخ في يوم خطابه الثاني.

لقد كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الصادرة من القلب إلى القلب التي وجهها لعلماء الدين والمشايخ بمثابة دروس وعبر لكل صاحب عقل راجح وفكر نير ولكل الأصفياء الأتقياء، نعم لقد حققت يا خادم الحرمين الشريفين لهذا الوطن ولمواطنيه معيارين هامين - أمن شعب واقتصاد وطن، وبفضل الله وتوفيقه وفكر وحكمة الرجال الأوفياء الأصفياء، وفي مقدمتهم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز حفظه الله، وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حالياً ورجال الأمن في مختلف المسؤوليات والمواطنين الأوفياء لقيادتهم كل ذلك قضى على الإرهاب والإرهابيين لأن القيادة والمواطنين كانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كل الأعضاء بالسهر والحمى وعبروا كل المعابر بكفاءة واقتدار.

أعود لكلمتكم التاريخية التي وجهتها للعلماء والمشايخ في مجلسكم الخاص فقد تابعنا ما نشر في أحد صحفنا المحلية عن حديث فضيلة الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء في أحد برامج الإفتاء التلفزيونية في القناة الأولى حيث علّق الشيخ المنيع في معرض حديثه بالبرنامج على كلمة الملك عبدالله -حفظه الله- التي وجهها لعلماء الدين والمشايخ علق الشيخ المنيع معترفاً وقائلاً: مليكنا حفظه الله تحدث إلينا وذكر أننا في حال من التقصير وفي حال من الكسل والواقع أن ما تفضل به هو عين الحقيقة، ونحن نعترف بذلك، مضيفاً: نأمل من سماحة المفتي الذي هو مرجع لنا أن يزيل عنا معشر إخوانه هذا الكسل وهذا الفتور، فنحن في حاجة إلى توجيه وإلى تبصير وإلى توعية وإلى بيان وأن يكون لديه من النشاط ومن الشعور بمسؤوليته ما يزيل عنا هذا الكسل.

لقد كان حديث خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- واضحاً وشفافاً يشوبه حرقة وعتب ظاهرين موجهين لعلماء الدين الذين وصفهم بالكسل في الاجتهاد لما يعزز أمن الوطن والصمت عن أمور كثيرة يعلمها هو ويعلمها أعضاء هيئة كبار العلماء، صمت أسهم في تفشي التطرف بين أعداد كبيرة من أبنائنا وقاد عدد منهم لمجازر الإرهاب خارج البلاد.

إن عتاب الملك حفظه الله لعلماء الدين واعتراف المشايخ بالقصور وتأييدهم المباشر لما جاء في كلمته لهم ومبادرتهم للإشادة بالعتب الذي لحق بهم، يحملهم مسؤولية عظيمة في تحرك عملي بعيداً عن التنظير فديننا القويم يحثنا على الوسطية، وأن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين -أمد الله في حياته- هي رسالة حب ووفاء لكل العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها لمحاربة الأفكار الضارة والمنحرفة ومحاربة كل من يغرر بأبنائنا إلى الفكر المنحرف، وعلى الجميع كل في مجاله حماية المجتمع من الأفكار الضالة والمضللة وعلى علماء المسلمين نبذ التكاسل وإيضاح حقيقة الدين الإسلامي وسماحته ووسطيته وحرصه على حماية الدماء والأعراض والأموال.. حفظ الله وطننا وأدام عليه نعمة الأمن والأمان والاستقرار.