أبيض غامق

زُنْبَرك

رسم بياني:

وحدهم الأطفال فكرة كبرى لأن نتعلم منهم؛ فهم ذواتنا التي لم نلتقِ بها إلا حينما كبرنا. فلم يلقنهم أحد فكرة الإلحاح، ولم يطلب منهم أحد أن يتبنوا الدهشة على الدوام كتكليف منزلي. إن أخطاءهم التي نظنها أخطاء، لافتقادنا لحظة عمق ما، هي نتائج لمعنى وجودي صغيراً صِرفاً؛ لذا هم ينسون الذنب، ويتفاعلون مع العقاب فقط؛ لأنهم لا يعدون هذا خطأ بل لحظة حياة حقيقية بالنسبة لهم. علينا مرَّة استخدام أخطائنا «الإيجابية» بطريقة كهذه، فاستخدام الخطأ بطريقة الأطفال: رسم بياني لجدوى جديدة دون استهلاك معطيات متناسخة من الوعظيات والإرشادات المُعَدَّة لعدم الاستهلاك منطقياً.

حمض نيتريك:

الهربُ من أن يكون لك مبرر ما: ألا تستسيغ ولا تتجرع طريقتك وزاوية نظرك للحياة، وإن كانت من اختيارك أو ما اختير لك بإذنك. كأن تُعدُّ احتياطياً من الكلام وتنعزلُ به كبدوي قديم في دمه عزلة ورحيل. أن تكون على هذا الرحيل دائماً وتنظيف هذا الكلام وتزييته كل موسم! أن تُعلِّق على وعيك أن ينزف بطريقته خير من أن يشفى بضعف! أن تُغْني كل سؤال يقترحُ نفسه كحمض نيتريك بأي إجابة.. أي إجابة وإن كانت ظلِاً!

زُنْبَرك:

لا أدري ما إذا أُصبت مؤخراً بعدوى التقاط الصور أم لا، لكني وجدت من بين الصور في هاتفي صورة التقطتها لزُنْبَرك. الزُنْبَرك: هذا الكائن الصغير الذي كُبِّرَ في مواضع كثيرة ليؤدي أدواراً مفصلية في استخداماتنا للأشياء يومياً. أندمُ الآن لأني لم ألتقطها بالطريقة التي اكتشفناها مؤخراً!! طريقة (Selfie) التقاطة ملونة تماماً للقفز إلى مرحلة أخرى من النهار.. هل قلتُ «مرحلة»!؟ أعتقد أن ثمة عمراً يكفي للندم، وللقفز، وللكثير من الـ (Selfie) والأهم: الكثير من الفرح الزنبركي أيضاً!!

أوريو:

أن تأتي (صباح الخير) هذه كحدث عارض. كفكرة منظر مسرحي لمشهد صامت. كمتوازي الأضلاع، أقبح الأشكال الهندسية بعد الأسطواني على الإطلاق! كألوان الدائرة التي لم أحبها أبداً في شعار (Google Chrome): يعني أني بدأتُ في التنازل عن حِصَّة كبيرة من خبز النخالة وشرائح الجبنة. والاكتفاء ببسكويت (أوريو) أيضاً كبديل عن بسكويت (أبو ولد). فمن فن اختراع البدائل أن تُوجد شبهاً بارزاً كبروز أرقام ملفك على بطاقة المستشفى، أو درجة من درجات اللون الأبيض.. درجة فقط. أن تتشبث بالقشة التي تظن أنها ستطير بالجمل بدلاً من قصم ظهره. ولو من أجل الذاكرة وحسب. ولو من أجل فكرة جادة خذلها - مراراً - تبسيط مُخل.

حسناً، صباح الخير أيتها الحياة والأصدقاء!

- نورة المطلق