شعر

آسرة

عَبسَتْ فزاد الحسْنُ واسْتحلى

وتهَجََّمتْ فتقرَّبَ الأغلى!

مزجتْ ورودَ الخدِّ من دمِها

فاهتزَّ منها ما غلا ثقْلا!

ما مثلُها في الحسْنِ إنْ أقْفَتْ

أو أقبَلتْ كلاَّ ولا أحلى

فرَّتْ عيوني خوْفَ مُصْلتِها

فَفقِِدْتُ من تكْوِينِها العقلا

كالغصْنِ قائمةً فإنْ خطرتْ

نهبتْ فلا خوفاً ولا مهلا

ما للعباءةِ من تروْنِقها

ردعٌ، إذا نظرتْ سبتْ عجلى

منها إخالُ الشِّيحَ إنْ نَسَمَتْ

والوردَ والرِّيحانَ والفلاَّ

بالحسْنِ مُترعةٌ فمن ينج

من قدها تصرعْهُ من.. [نجلا]

أسَرَتْ فؤادي كيف أنقذهُ

من حلوةٍ لا تعرفُ العدلا؟

أنا لا أظنُّ غداً كجاذبتي

سأرى.. كلاّ ولا قبْلا..

وسَطيُّ إحساسٍ أنا فلما

إحساسُها لم ينصف المُبلى؟

أنا ما زلَلْتُ، لِهاجسي عذرٌ

- من حسْنِها الأخَّاذِ - إنْ زلاَّ!

عاتبتُ فيها العقلَ فاقتحمتْ

أمني - بها - فوضى عتَتْ جهلا

وشكوتُ منها الطَّرفَ فارتعشَتْ

نفسي.. فغضُّكَ لو مضى أولى

يا محصناً يرنو لمحصنةٍ

أوَ لَمْ تخفْ إنْ جاذبتْ وصلا؟

أين المفرُّ من العقابِ إذا

لم تلق إلاَّ وصلَها حلاَّ ؟

أتظنّ قيدَ العِشقِ من ناوٍ

إحكامَه لمفارقٍ سهلا؟

ثبْ للمهيمنِ قبلَ أنْ تُردى

في هذه وبتلكَ قد تُصلى

كنْ كالصُّقور إذا عَشِقتَ ولا

تعشقْ ولو عَصَفَ الهوى نذلا

فرجعتُ للرحمن يا ربِّي..

فأبان جورَ الأسْرِ.. والغُلا

- منصور بن محمد دماس مذكور

dammasmm@gmail.com