غيّرت نمط حياتهم:

بعض الآباء يتمنون أن تنتهي (الإجازة) وتعود الدراسة بسرعة!

المكرم - رئيس التحرير ... حفظه الله

الأخ - المشرف على عزيزتي الجزيرة ... مع التحية

طالعت في جريدة الجزيرة ليوم الاثنين 22-10-1435هـ عدد رقم 15299 مقالاً عن الإجازات ...

في أيام المدرسة وهموم الواجبات والمواضيع المدرسية والبرنامج اليومي المنظم، من حيث وقت المراجعة ووقت الطلعات، وكذلك وقت النوم ... فكثير من العوائل ترتاح قليلاً، وتفضل أكثر الفصول الدراسية أكثر والعطلات الصيفية للطلاب.. ومن هذا المدخل أكتب بعض الملاحظات التي يلاحظها الكثير من أولياء الأمور أثناء (توقف الدراسة) منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- تغير أوقات النوم ويصبح الليل نهاراً والعكس صحيح خاصة إن أغلب نوم المراهقين (ساعات طويلة) تصل تقريباً إلى نصف اليوم.

2- الفراغ وعدم استغلاله من قِبل الأبناء والبنات وتنظيم وقت (اليقظة) بدون أي فائدة مرجوة... وخاصة وقت العصر وحتى صلاة العشاء.

3- وسائل التقنية الحديثة.. البعض منهم بالذات الصغار يستخدم جهاز الأيباد والجوال لساعات طويلة للأسف قد تصل إلى 3 ساعات متتالية.

4- في أواخر الليل عند اقتراب وقت الصباح تنشط حركة المطاعم (الوجبات السريعة).. ويتم الطلبات حتى الساعة السابعة صباحاً.

5- تكثر الطلعات من قِبل الأولاد والإناث... إلى المنتجعات والاستراحات ويزداد الصرف (المالي) المضاعف ويزداد الصرف على المواد الغذائية والاستهلاكية بدون برمجة أو تدبر.

6- الأب والأم... دورهما في الإجازة (كالضيوف) في البيت وبالذات وقت النهار.. [لا يرون] أحداً من الأبناء في هذه الفترة.

7- (أخذوا) قسطاً من النوم والراحة.. ومع هذا أغلبهم (كسالى) وغير مشاركين في متطلبات المنازل وغير (مبادرين) لإكمال بعض المسئوليات العائلية اليومية.

8- (فهم) قليل في أمور الحياة المعتادة فلو تطلب منه إنجاز عمل بسيط تلاحظ أن إدراكه وتقبله وفهمه لبعض الأمور ضعيف جداً.. طبعاً هذا نتاج لكسلهم وعدم مبادرتهم في المشاركة الاجتماعية.

9- في داخل المنازل أصبح المشاركة والنداء وإيصال الصوت عبر (الواتس آب) برسائل أو قروب جماعي داخلي وخاص بأفراد الأسرة... إلى هنا وصلت الرفاهية بالغالبية العظمى.

10- ومن الملاحظات العجيبة أن الأبناء لا يشاركون إلاّ قليلاً في أعمال البيت.. (فمثلاً).. الكهرباء الزائدة في المنزل من (لمبات، مكيفات، تلفزيونات) وفي غير وقت استخدامها (لا يغلقون) المفاتيح الكهربائية الخاصة، الآباء أو الخادمات يقومون بهذا الدور البسيط.

11- الأكل مع أفراد الأسرة (يقل) في الإجازة... ونلاحظ الأبناء يطلبون من البقالات... أكلات غير مفيدة لهم ولغيرهم أمثال (رقائق البطاطس، البيبسي).. وغيرها من الملاحظات (السلبية) التي يراها الغالبية العظمى من الآباء على أبنائهم.

يظل الأبناء في هذه الأيام في حالة استرخاء (عجيبة) لا تتوافق مع فئتهم العمرية ونشاطهم وطاقتهم، وعلى الرغم من تواجد أنديه ومراكز صيفية ومهرجانات السياحة في بعض المناطق والمدن، إلا أنها لا تعجبهم ولا يفكرون بالانضمام إليها أو المشاركة فيها... هم حاله (غريبة) مع إجازة أغرب وطريقة استغلالها من قبلهم... هنا فجوة كبيره بين طاقة الشباب المهدرة... وبين وقت الفراغ...

إنها مسافة ومساحة وقتية (ميتة).. أين المؤسسات الاجتماعية عن هذا الوضع الغريب... لماذا لا يوجد مؤسسات ثقافية ورياضية واجتماعية، تحوي هؤلاء الشباب وتقدم لها أهم السبل والوسائل والبرامج التي تهم وتلبي حاجات الأولاد والبنات، فالكثير يشتكي من الوقت الضائع ومن كثرة النوم (يتمنون) لو أنّ هناك مجالات متعددة تفي بالغرض... لاستثمار طاقات ووقت الشباب في مجتمعنا... وتكون هذه المناشط الاجتماعية والترفيهية والثقافية بعد صلاة العصر مباشرة... لأنّ فترة الصباح بالنسبة لهم هي الوقت المفضل (للنوم)...

وتمضي الأيام وتتوالى الشهور... في العطلات الصيفية... والتغيرات الإيجابية (نادرة)... هنا الكل يسأل من المسئول عن الكسل والرفاهية عند شبابنا وبناتنا... الكل يستغرب لماذا زادت مساحات الكسل مع وصول [التويتر - والواتس آب] وغيرها من وسائل الاتصال الاجتماعية والإعلامية - مر - شهر رمضان المبارك في هذا العام كلمح البصر... ولكن طبيعة أولادنا... لم تتغير إلى المأمول فهي (بطيئة) جداً...

أين نحن من المجالات الإبداعية والقرارات الثقافية، والاطلاع على حضارات بعض الدول كيف قامت وكيف تطورت، وما تطورت إلاّ باستغلال طاقات شبابهم واستثمار أوقات فراغهم خاصة في الإجازات الطويلة التي هي سلاح ذو حدين... وفيها (فرص) كثيرة في جعلها مفيدة لكل الأطراف .. الوطن الغالي الشاب والشابة.

فهد إبراهيم الحماد - حائل