في ذكرى رحيل الشاعر د. غازي القصيبي -رحمه الله -

الشاعر ناصر القحطاني يُجسِّد وفاء الشعر الشعبي لروَّاد الشعر والفكر

كتب - عبد العزيز بن سعود المتعب:

الشاعر المتميز ناصر القحطاني أحد ابرز الأسماء في الساحة الشعبية ومن أهمها قياساً على ما في جعبته من شعر وثقافة وحضور تراكمي محترم، إضافة إلى رقيه في تعاطيه مع الآخر وقد فَعَّل في إحدى روائعه الشعرية دور الشاعر المثقف كما ينبغي إزاء أحد أهم رموز الشعر والفكر د. غازي القصيبي - رحمه الله - الذي قدم بشكل متفرد الكثير لوطنه على كل الأصعدة بوفائه واخلاصه وتفانيه ونزاهته ومحبته المتبادلة مع الجميع، إضافة إلى ما قدمه -رحمه الله- للأدب والفكر فكان هذا الوفاء من الشاعر ناصر القحطاني من قصيدة رائعة مؤثرة:

الأبيات تْحَبِي لك والثناء يمشي على معكاز

والأرض تدور والمهجر يذكِّرني بمركازي

مكانٍ في زمانٍ عذّبك ما أغلاه من مركاز

وأنا في مجلسٍ نهجه ونهج العز متوازي

صغيرٍ كل ما صدّت عيون اقرب من المعناز

سواليف الضيوف تدور وعيوني لمعنازي

الا يا كثر أصابعهم إلى شافوك بالتلفاز

وعشقٍ مثل زخَّات المطر مجنون واعجازي

تفكِّر من يكون اللِّي على أصوات الضماير حاز

من اللِّي ما يبي غير الجزاء من ربٍ يجازي

ومنها قوله:

تخيّلتك شبيه السندباد أثرك شبيه الباز

دخلت الذاكرة والقلب يا أول وآخر الغازي

يا غازي والله انها ما تضيق إلاَّ على المعتاز

وأنا وأمثالي من الناس محتاجين كم غازي

عرفتك مزنٍ يزلزل زمانٍ كله استفزاز

ولو ما للزمن زلزال زادت نزوة النازي

قريتك يوم خلّيت الورق بأحلى الغرق يمتاز

يفزّع له مية فارس وتحتضنه مية جازي

سمعتك يوم صحت وقمت أباري صيحتك منحاز

وأردّد نجد نجدي والحجاز وربِّي حجازي

أعزِّك يا عزيزٍ عزّك الله وإنت بين إعزاز

معزّة من زعامة عزمها ما ادري وش توازي

تفاصيلك غدت سجادتي واصبح دعاي اجواز

محاصيلك مَلَتْ زوّادتي وإنجازك إنجازي

إلى أن قال:

يخلّدك الزمن يا صورةٍ غرّد بها البرواز

مثل ما خلّد التاريخ إبن حيَّان والرازي

بعيد من المواجع وانحياز اليعربي لانحاز

أبا اقول لعدوِّيني قبل ما أقول لأعزازي

أنا من أمةٍ في الماضي الها صهللة وإنجاز

وأنا من أمةٍ في تالي الوقت انجبت غازي