26-08-2014

مرة أخرى لست ضد حماس

تعتبر(إسرائيل) الكيان الصهيوني المحتل والمغتصب سيدة العالم لجهة القتل (المرخص له) والمكان المناسب للمجرمين الدوليين الذين يشغل بعضهم مناصب مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعضهم من المتمولين الذين يبيعون السلاح للحركات المقاتلة ضد أية حكومة في العالم حين تدفع الحركات المذكورة المبالغ بها ! وحربها على ( غزّة) ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة, إذْ إن إشغال سكان العالم بالقتال هو خير وسيلة لإلهائهم عن قضاياهم الحقيقية التي تستحق الاحتجاج عليها والموت من أجلها.وتلك هي الوسيلة التي وصل إليها المعسكر الرأسمالي الإمبريالي في حربه على شعوب العالم

ليتم إدخالها في منظومة هذا المعسكر المعادي للحريات وأولها:حرية التفكيروالتعبيروثانيها العدل والمساواة.

ولكن كل ما سبق هو معروف للناس جميعا. ونحن نودّ التطرق إلى ما هو غير معروف ( إن أمكننا ذلك) ويوجهنافي هذا شعورنا المتضامن مع دولة فلسطين وسكانها الذين يعانون شتى أشكال القهرلمن ظلوا متمسكين بالبقاء في وطنهم، أما الذين هاجروا إلى شتى أصقاع العالم ومنها( السعودية) التي يوجد فيها عدد كبير جدا ولا يقارن بأي رقم آخرسواءًً في الغرب أوفي أقطار الوطن العربي فإنهم يجدون في السعودية تسهيلات وامتيازات تنبع من دورها العربي والإسلامي خصوصاولما يحسه الإخوة الفلسطينيون من تعاطف صادق من المواطنين السعوديين إذ يعتبرون الإخوة العرب والمسلمين - بشكل عام - إخوة لهم, لهذا فإنني أطرح أمام القارىء موضوعا أرجوأن يتفهموه. وألاينظروا لي باعتباري طرفا مضادا للمقاومة الفلسطينية. وأظن أن هذه الأخيرة صعبة، ولكنني سأتجاوز هذه المشكلة لأنها لا تهمني لكوني أعرف أنني إنسان مؤمن بعروبته إيمانا لا حدود له ولكوني أرى المسألة من جهة متعقلة قدرما يمكنني.

إن منظمة حماس وهي التي كانت تحكم في دولة فلسطين بعد انتخابات أعطت فيها منظمة التحرير الفلسطينية تراجعات لصالح أن تحكم حماس, ثم توالت الأخطاء التي ترتكبها هذه الحركة الحاكمة و ليست المجاهدة (فقط !) لدرجة أن الكيان الصهيوني قام باغتيال الشيخ (أحمد ياسين) المؤسس والأب الروحي للمناضلين الاسلاميين ولم ترحم شيخوخته ولا مرضه المقعد وهو ( الشلل) وحتى أن الصهاينة اختاروا زمنا له قدسيته وشاعريته لدى المسلمين والعرب وهو أن اغتيال ياسين تم وهو خارج للتوّ من صلاة الفجر!!

ولكن هذا الحادث الذي يعتبر(مكسبا) ديبلوماسيا عالميا لم يمنع حركة حماس من مواصلة نهجها(الجهادي) الكلاسيكي الذي جعل شركاء النضال والحكم وهم بقية الفصائل المقاومة وعلى رأسها منظمة (فتح) التي يعود الفضل لها في الوصول إلى مكسب كبيروهو الاتفاق مع العدوّ الصهيوني على التقاسم ومنح الفلسطينيين حقا وصلوا الى وضعه غير محل للخلاف ولا المصادرة من قبل الدول الكبرى المؤيدة والداعمة للاحتلال عبر مقاومتهم الشريفة والبطولية لخمسين عاما قبل الاتفاق الذي نص على تحقيق دولتين إحداهما فلسطين، أقول لم يمنعهم من إقالتها من الحكومة وتشكيل حكومة أعمال لحين الانتخابات التي لم يكتب لها الحدوث لأسباب خارجة عن إرادتها ومنها تنوع الانشغالات العربية بحروب جانبية وتجاذبات إقليمية وما الى ذلك, ومع هذا ظل هؤلاء الشركاء الشرعيون يختارون السلام الاجتماعي للفلسطينيين ويعتبرون حماس ( المقالة) طرفا في عملية السلام التي توصل اليها الفلسطينيون برعاية عالميةكبرى ومهمة, ومع ذلك (أيضا وأيضا)قامت حماس بتبني إطلاق الصواريخ من غزة وهي صواريخ ليست ذات قوة تدميرية تعادل قوة الصواريخ الاسرائيلية ولاآلة الحرب الفتاكة الصهيونية, الأمر الذي أدى بدولة العدوّ إلى ضرب غزة بقوة وجنون -كعادتها - والذي جعل العالم أجمع يتباكى على صورالضحايا الأبرياء للقصف البربري الوحشي الإسرائيلي, رغم أن الطرفين توصلا الى عدد من الهدنات التي خرق أكثرها من الجانبين.

ورفض( حماس) للمبادرة المصرية للحل السلمي ما هو إلاردّ فعل للحركة التي تؤيد حركة الإخوان المسلمين التي قامت جمهورية مصر العربية بإقصائها من السلطة نظرا لتخبطها ولقراراتها يعتبرأكثرها مما يمس الأمن القومي المصري ويسيء إلى مصر كدولة عربية مهمة وذات ثقل عربي وإسلامي أيضا، وهذا الرفض قوبل عكس رغبة حماس بترحيب من الفصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية برئاسة الأستاذ (محمود عباس - أبو مازن -) الذي اعتبر أنه ليست هنالك من مبادرات سوى المبادرة ( المصرية) وزاد قائلا:(إن مصر ليست صاحبة المبادرة فحسب ولكنها طرف مثل فلسطين) وهذا الشعورالقومي والوطني والتفهم الفلسطيني لضرورة وجود التوازن الواقعي بين المقاومة والعدوّ في مسائل كثيرة منها تفوق العدوعسكريا عدا عن وقوف دولي من القوى الحاكمة الغربية الاستعمارية, لهذا لا أتمنى للإخوة الفلسطينيين الموت وهم (عرايا) ! ولكنني أتمنى لهم النصروهم واقفون مثل الأشجار!

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com

www.jarrallah.com - حائل

مقالات أخرى للكاتب