26-08-2014

مجرد سؤال

عند استعراضنا لخريطة الكوارث والجرائم المروّعة وحروب الإبادة التي تحدث الآن في المنطقة نجد أنها في معظمها إن لم تكن كلها ضد عرب سنّة تحديداً، وأن القتلة والمجرمين دائماً هم إيران وعملاؤها في المنطقة العربية من شيعة ومتشيعين جدد ونصيريين والقليل من العملاء السنّة، فهل كل هذا حدث بمحض الصدفة وأن المجرم من المعسكر الفارسي، والضحية دائماً هم العرب السنّة.

وإليكم بعض الأمثلة: ففي لبنان نجد أن حزب الشيطان هو المتسلط على كل الشعب اللبناني وعلى سنّته تحديداً بالترغيب أحياناً والترهيب غالباً بقوة سلاح مقاومته الزائف، وهو من أوصل لبنان إلى هذه الحالة المزرية وهو أيضاً من يُعطل ليس الحياة السياسية فقط بل والاقتصادية أيضاً وهو الدافع الرئيس لتخريب الحالة الأمنية الهشة بل والاستفادة منها وتوظيفها لمصلحة مشروعه المشبوه.

إن ذرائع وأكاذيب هذا الحزب الشيطاني العميل تكاد لا تنتهي لتكريس تسلطه واستقوائه على كل اللبنانيين، حيث إن هذا معروف لهم جميعاً أقلها غزوة بيروت الشهيرة تحت ذرائع واهية والتي اتضح بعدها لكل ذي عقل طبيعة الدور والوظيفة الحقيقية لهذا السلاح المشبوه وهذه المقاومة المزعومة، بل واتضحت أكثر حقيقة ودور ووظيفة هذا الحزب الشيطاني بعد اشتراكه في جرائم الإبادة التي يقودها الفرس في سوريا، وعليه فلقد اتضح أن المقاومة المزعومة ما هي في الحقيقة سوى ستار لتغطية الأهداف البعيدة المدى والوظيفة الحقيقية لدور هذا السلاح وهذه المقاومة في خدمة الأهداف الفارسية في المنطقة.

وكذلك الأمر في سوريا الجريحة، فإن من يتعرض للإبادة هم السنّة فقط والمجرم هو هذه العصابة النصيرية الفاجرة بدعم مستميت وخرافي من الفرس وأدواتهم من شيعة لبنان والعراق، وما داعش والنصرة وغيرها من المجموعات الإسلامية الإرهابية إلا إحدى الوسائل والذرائع الإجرامية التي غذتها وتستغلها هذه العصابة للإمعان في حرب الإبادة الحاقدة هذه، فقد كانت ثورة الشعب السوري في بدايتها ثورة شعبية عارمة مطالبة بالحرية والكرامة التي سلبتها العصابة النصيرية من هذا الشعب المنكوب، فانقلبت بفضل ألاعيب ومؤامرات هذه العصابة النصيرية وحلفائها الفرس وتواطؤ وتآمر المجتمع الدولي الصارخ والواضح من ثورة شعب مطالب بالحرية إلى عنوان آخر ما انفكت هذه العصابة وحلفاؤها يرددونه، بل ويسعون إلى تحقيقة منذ اليوم الأول لهذه الثورة (وتحقق لهم ما كانوا يسعون إليه) ألا وهو محاربة الإرهاب والإرهابيين، وأن هذه ليست ثورة بل مؤامرة على سوريا ولا أعرف عن أي سوريا يتحدثون، أهي سوريا الشعب السنّي بأغلبيته الساحقة والذي يُباد علناً بكل أنواع الأسلحة والذي أيضاً وقف العالم كله سداً منيعاً أمام وصوله إلى حريته المنشودة، أم هي سوريا هذه الأقلية المجرمة الحاقدة الفاجرة؟.

نفس الشيء نراه في العراق، فالقتل الطائفي الحاقد والتهجير والسجن والتعذيب والتهميش هو من نصيب العرب السنّة الذين هم أكثر من نصف العراقيين، والفاعل والمجرم هو هذه العصابة الطائفية العميلة للفرس.

وكذلك الأمر بالنسبة للحوثيين في اليمن الذين حوّلوا قضيتهم الزيدية إلى ورقة وأداة لخدمة المشروع الفارسي في المنطقة، لا بل وتنازلوا عن مذهبهم الزيدي إلى دين وخزعبلات اخترعها الفرس ولا علاقة لها بالإسلام إطلاقاً، فانظر إلى الضحايا في اليمن إنهم سنّة اليمن في الغالب.

ناهيك عن ما يحدث في البحرين والكويت وغيرها من استغلال بشع للأقليات الشيعية في كل دول المنطقة وتسخير قضاياهم لخدمة المشروع الفارسي والضحية دائماً العرب السنّة ، ولا ننسى كذلك التخريب المتعمّد للقضية الفلسطينية واختطافها لاستعمالها ورقة لخدمة المشروع الفارسي.

خلاصة القول: هل كل ما يجري في المنطقة من كوارث وفتن وإبادة وإرهاب داعشي قاعدي ضحاياه ووقوده غالباً هم العرب السنّة، وهل أن من يقف خلف كل هذا ويستفيد منه هم الفرس ومشروعهم الحاقد الذي يتوافق، بل ويكمل مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع إسرائيل في تفتيت المنطقة.

إنه مجرد سؤال؟!!

مقالات أخرى للكاتب