لا تصدقوني

مشاري الماهل

س: سارية من أقطار متقن طرة، عبث من قبل أنامل المارة، تلون الشوارع الأرصفة كل بقعة من بقاع السوق بلون فريد (أسود).

و: واقفة هنالك بجعبة تحمل فيها نقوداً وعملة منقوشاً عليها صورة الملك، تنتظر إفراج البائع لكي تتناول ما تريد.

ق: قلق يُصاحب مزاج عقلية متقلبة في فنون اختيار الأشياء المتعددة.

- تراهن نساء مصطفات متجمهرات أمام المحال وكأن أجسادهن عارية، تبحث عما يستر تلك العورة، ووجوههن شاحبة تعاني فقر الدم في تلك البشرة، وتبحث عن علاج فيتامين روج أحمر وخلطات من بودرة مسحوقة صنعت هنالك بأيدي من كانوا خلف المحيط؛ لكي توضع كل يوم مرتين.

- وهناك رجال تجدهم مُنخرطين بالبحث عما يكمل تلك الأجساد، ونسوا عقولهم المتعرية التي تحتاج لسنة ضوئية بل ملايين السنين الضوئية لكي تتسع ذاكرة العقول السقيمة. لا شيء يهم هنا غير فستان قصير لها من باريس، وشماغ له صناعة إنجليزية.

هل من مصر، سوريا فلسطين أم بقية دول العرب نستورد أزياءنا وقناني عطوراتنا؟ أم هل أشمغتنا تحمل دمغة: صنع في السعودية؟!

الجواب الذي اخترق الجمجمة هو بكل بساطة (لا.. إذاً لا يهمنا).

- المهم هو أن يبقى ما نلبس وموضوع عليه صنع في باريس؛ لكي تتزين تلك الأكتاف بحروف باريس، ولكي تستوعب رؤوسنا بأشمغة حمراء حينما نتسكع في حواري لندن تحت حرارة الشمس الحارقة لقلوبنا.

عزيزي.. عزيزتي

محدثكم كان ها هنا من على أرصفة الأسواق متمدداً وبجانبي أمريكي ينتظر انتهاء زوجته من التسوق، وكان يتحدث معي، وقد اخترق طبلة أذني حينما همس لي بتلك العبارة (لا خير بأمة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع).