27-08-2014

الثقافة وأزمة التمويل

والعهدة على الرواة (يقال) إن ميزانية (الثقافة) في وزارة الثقافة والإعلام بضعة وثلاثين مليون ريال!! مبلغ قليل جدا قياسا بحجم المملكة بمناطقها ومدنها وقراها وتطلعات ومطالبات واحتياجات شبابها من الجنسين تدير به الوزارة شؤونها الثقافية،

والمشكلة في هذا الأمر هو أن المسؤولون في وزارة المالية على الرغم من كل محاولات المسؤولين عن الثقافة بإقناعهم بأن الثقافة مهمة وأنها مثل أي مرفق حيوي ما زالوا ليسوا مقتنعين بأهمية الثقافة ولا بدورها في المجتمع! ولهم مثلا مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب صولات وجولات، حيث تصر الرئاسة العامة لرعاية الشباب على أن أنديتها ومكاتبها الموزعة في مختلف أنحاء المملكة وبرامجها الداخلية والخارجية تحتاج إلى الدعم المادي الذي يكفل توفير برامج ثقافية واجتماعية للشباب، لكن وزارة المالية لا تقتنع كثيرا باطروحات أي جهة لها علاقة بالثقافة والشباب! لهذا يعاني من يتصدون للثقافة من مواقف المالية والإدارية في وزارة المالية! وليس عنا ببعيد ما حصل في جمعية الثقافة والفنون الذي يعتبر سابقة تاريخية أن تعلن جهة حكومية تقشفها وتوقف بعض نشاطاتها وتستغني عن خدمات عدد من (المتعاونين) الذين كانوا يتقاضون مبلغا زهيدا لا يتجاوز (ألف ريال)، لكن حبهم للعمل الثقافي كان هو دافعهم للعمل ومع ذلك تم الاستغناء عنهم بسبب قلة الدعم!! ولكم أن تتصوروا أن فروع جمعية الثقافة والفنون تقلصت ميزانيتها السنوية لتصبح (50 ألف ريال) لكل فرع!! وبحسب تصريحات المسؤولين في جمعية الثقافة والفنون فانهم طالبوا عدة مرات برفع الميزانية، وهذه المطالبات تم تبنيها من قبل وزارة الثقافة والإعلام لكن المحاولات مع وزارة المالية باءت بالفشل كما يؤكده واقع جمعية الثقافة والفنون التي هي بالأساس تعاني من الشح المالي، ولم تكن تقوم بدورها تجاه الشأن الثقافي ولا الشباب والموهوبين كما يجب لأسباب عدة من أهمها الدعم المالي! الشباب من الجنسين يمثلون اكثر من 60% من السكان وهم بحاجة إلى مراكز ثقافية وترفيهية والى برامج منوعة تشغل وقت فراغهم وتنمى مواهبهم وتوفر لهم الوظائف المناسبة في الإدارات الثقافية!

الثقافة في كثير من الدول قطاع منتج وله إسهامات داخليه وخارجية وله أيضاً عوائده المالية متى ما توافرت له عوامل النجاح! وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها المملكة نحن بحاجة إلى أن يساهم الميدان الثقافي باحتضان الشباب ومواهبهم وفتح المجال أمامهم لقضاء أوقات مفيدة، بدل أن يملأ فراغهم ما يخطط له شياطين البشر ودعاة الأفكار الضالة، فشبابنا يحتاجون إلى الثقافة ليسوا فقط لتنمية مواهبهم وشغل أوقات فراغ، بل لحمايتهم، ولعله من المؤكد أن الثقافة وبرامجها تستطيع حمل مشاعل التنوير وتبصير الشباب بمسؤولياتهم وتعزيز القيم الدينية والوطنية لديهم في وقت تتلاطم فيه أمواج التغيير من حولنا، ويتهدد الشباب الكثير من المخاطر من دعاة الفتن ومروجيها.

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب