لا تحرموا «الشباب» من ممارسة كرة القدم في أراضي أحياء العاصمة

إشارة لما سبق أن نشرته بعض صحفنا اليومية ومنها الجزيرة عن توجيه وزير التربية الأمير خالد الفيصل لعدد من القيادات في الوزارة وشركة تطوير الخدمات التعليمية بإعداد خطة (تقويم رياضي) لإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة والمنافسة على المستوى الوطني والإقليمي وإقامة المنافسات والمهرجانات الرياضية ومعسكرات صيفية من 19 لعبة، وفي مقدمتها كرة القدم والسلة والطائرة وألعاب القوى هنا أقول: من المعلوم أن الشباب هم عماد الأمة ومكمن قوتها بعد الله وهم السلاح الذي يدافع به عن الأمم والشعوب وهم حصن الوطن المنيع، ولذا فمن الواجب إعدادهم للمستقبل عقولا وأجساما وفي المثال/ العقل السليم في الجسم السليم/ وفي الآخر/ الصحة تاج على رؤوس الأصحاء.

ومن الأمور التي يعتمد عليها لينشأ الشباب أقوياء الأجسام سليمي العقول ممارسة الرياضة البدنية على أية حال تكون مثل ممارسة رياضة الكرة خاصة كرة القدم والسلة ولا شك أن لعبة كرة القدم من أقدم وأهم أنواع الرياضة يمارسها الصغير قبل الكبير، لأنها أصبحت محبوبة وممارستها سهلة، إذ لا يشترط من أجلها أماكن مخصصة ولا أوقات محددة فتجد الأطفال يمارسونها في أي مكان حتى داخل البيوت في ساحاتها وأسطحها وفي الشوارع وعلى الأراضي المجاورة الخالية من الموانع وقلما تجد أرضها بيضاء خالية لم يستغلها الشباب للعب الكرة.

ولكن الأمر العجيب والمحزن أنك تجد سجالا بين مجموعة من الشباب وملاك الأراضي البيضاء الذين لا يجدون غضاضة في محاولة منع اللعب على أراضيهم وكان الشباب حينما يلعبون فيها يقضمون من مساحتها، ولذا تجد البعض من الملاك يسورون أراضيهم أو يشغلونها بوضع ما قد يمنع الشباب من اللعب عليها كالمعدات ومخلفات المباني ومثال ذلك، تلك الأرض شاسعة المساحة التي تطل على شارع الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من جهة الجنوب وتلك مملوكة لوزارة التربية والتعليم مسورة وموصدة الأبواب كانت تحتضن أكثر من عشرة ملاعب يمارس فيها مجموعات من الشباب لعبة كرة القدم وخاصة في ليالي رمضان وأيام العطل الأسبوعية ويوفرون لها الإنارة على حسابهم بجهود فردية وقد استمروا على هذه الحال سنين طويلة وفجأة تقوم جهات مسؤولة تعليمية بتسويرها وقفلها بالأبواب فيعمد أصحاب الملاعب إلى فتح الأبواب عنوة وثم تقفل فيفتحونها وهكذا الأمر سجالا بينهما لدرجة أن المالك وضع على الأبواب سياجات من الحديد ضربت باللحام مما يعجز الشباب عن فتحها كل هذا لمنع الشباب من ممارسة لعب كرة القدم بها. أليس هذا يخالف ما وجه به سمو الوزير وفقه الله فإذا كان هذا تصرف جهة تعليمية فكيف نلوم أصحاب المخططات الأخرى؟.

ليس هذا فحسب بل إن البعض من الشباب يستخدمون تلك الأرض وما يماثلها للالتقاء وارتشاف القهوة والشاي وتقام عليها بعض العزام الخاصة أيضا والسمر إلى أوقات متأخرة خاصة في الصيف بمعنى أنها متنفس للشباب هنا ألا ترون أن مثل هذا التصرف محاربة للرياضة من مصدرها؟ بينما المفروض أن تفتح أبوابها وأن تتولى أمانة مدينة الرياض إزالة المخلفات منها ومواساتها وتقطيعها إلى عدة ملاعب، بل وإنارتها وأخالها تتسع لأكثر من عشرين ملعباً ليستفيد منها الشباب بدلاً من استغلالهم الشوارع وتعريض أنفسهم لأخطار الدهس وأذية الساكنين والمارة أو الانصراف إلى ممارسة التفحيط واللجوء إلى الأسواق لمضايقة النساء، وحينما يحين وقت بنائها فمن البديهي أن يقتنع اللاعبون بواقع الأمر ويرحلون عنها، ومن هنا أهيب بمعالي أمين منطقة الرياض وحسبي به ممن تهمهم مصلحة الشباب وممن يحرص على إشغال فراغهم بما ينفعهم أهيب بمعاليه بتكليف الجهات المختصة باختيار ما يناسب الشباب من تلك الأراضي التي تحدثت عنها الأمانة بالأمس على لسان عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز العمري حينما أحصت الأمانة وجود 904 قطع أرض بيضاء و1800 مخطط داخل العاصمة الرياض واختيار المناسب منها ومن ثم إزالة ما تحتضنه من شوائب ومواساتها وتهئتها ليستفيد منها الشباب خاصة القطع الكبيرة علماً أن هؤلاء الشباب بحاجة إلى الرعاية والتشجيع على ممارستهم تلك اللعبة ليخرج منهم ما نغذي به الأندية الرياضية الرسمية أتمنى من الجهات المسؤولة في الأمانة ووزارة التربية والتعليم وفي رعاية الشباب القيام كل بما يخصه في هذا الاتجاه والله من وراء القصد.

- صالح العبدالرحمن التويجري