30-08-2014

المشروعات الرياضية المتعثرة وإعادة هيكلة الرئاسة

بدأ الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، مهام عمله الجديد بالتركيز على الجانب المالي، إضافة إلى المشروعات المتعثرة، ومراجعتها بقصد معالجتها، فأصدر قرارات بسحب بعضها من المقاولين المتعثرين. صرامة لم يرها المقاولون من قبل، فاستمرأوا التأخير، وأَخَلَّوا في المعايير الإنشائية الضامنة للجودة.

قائمة المشروعات المتعثرة طويلة، ومخالفاتها كثيرة، وكل ما تحتاجه الحزم الرسمي، لضمان المخرجات. الهيكلة المالية قد تكون من أهم جوانب التطوير والإصلاح، فالترهل المالي قادر على إفشال أقوى المنشآت في فترة زمنية قصيرة. من ينجح في ضبط التدفقات المالية، والشؤون الإدارية، يضمن بتوفيق الله، جودة مخرجات العمل، وتحقيق النجاح .

الجانب المالي والإداري، وتَرِكَة المشروعات المتعثرة تسببوا في الإضرار بالأداء العام، جودة المنشآت، والأنشطة الرياضية، وأَثَروا سلبا بالثقة في أداء «رعاية الشباب» ما تسبب في حرمانها الاستفادة من الإنفاق الحكومي التوسعي.

توقف التنمية الرياضية لعقود أدى إلى خلق فجوة تنموية مؤثرة، أعادت قطاع الرياضة إلى فترة الثمانينات الميلادية، ولا أبالغ إذا ما قلت إن قطاع الرياضة والشباب بات القطاع الوحيد الذي لم يستفد من حركة التنمية التي حولت الوطن إلى ورشة عمل مترامية الأطراف. ومثلما تشكلت الفجوة التنموية بين قطاع الرياضة، والقطاعات التنموية الأخرى، تسبب الإهمال في تراجع مركز المملكة الرياضي، واتساع فجوة المنشآت الرياضية المحلية مقارنة بدول الخليج المجاورة. مشروع «جواهر الملك عبدالله» الجديد سيسهم في ردم جزء مهم من فجوة المنشآت الرياضية، إلا أن إعادة المملكة إلى موقعها الرياضي المستحق في حاجة ماسة إلى عمل احترافي مكثف يضمن تحقيق أهداف التطوير في فترة زمنية قصيرة.

أزعُم أن تعيين الأمير عبدالله بن مساعد، جاء متوافقا مع الرؤية التطويرية لقطاع الرياضة والشباب، وهو جزء رئيس من خطط المعالجة، والبناء. كفاءة الأمير عبدالله الفكرية، الإدارية، الاستثمارية، والرياضية دعمت التفاؤل بإحداث تغيير شامل، وتطوير نوعي في القطاع. إلا أن المؤسسة الرياضية في حاجة ماسة لإعادة الهيكلة، وبما يضمن إحداث التغيير والتطوير المنشود.

احتياجات المرحلة الحالية، تختلف كثيرا عن الماضي، ما يستوجب النظر في إعادة الهيكلة وبما يتوافق مع متطلبات العصر.

أعتقد أن تحويل «المؤسسة العامة لرعاية الشباب» إلى وزارة بات أمر ملحا. يشكل الشباب النسبة الأكبر من سكان المملكة، وهم أكثر حاجة إلى المرجعية الفكرية والرياضية التي تسهم في تنميتهم، احتضانهم، دعمهم، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة، و صقل مواهبهم وفق أحدث النظريات، وآليات العمل العالمية.

دخول الرئيس العام إلى مجلس الوزراء سيسهم في إزالة الكثير من معوقات العمل الحالية من خلال التواصل المباشر مع الحكومة، وطرح الرؤى، ومناقشة متطلبات الشباب وإيصال الأفكار وشرحها على طاولة المجلس. يرى البعض أن تحول الرئاسة إلى هيئة ربما كان أجدى من الوزارة، وهو أمر منطقي من حيث مرونة العمل، إلا أن الاعتراف الحكومي بأهمية المنشأة، وإطلاق يد رئيسها في التطوير والتغيير ودعمه بالموازنات المالية الكافية، والتعامل معها ككيان موازي في الأهمية، الوزارات الأخرى، بل وتتقدم في الأهمية على بعضها، هو الأهم.

تتصدر التنمية الرياضية اهتمام الحكومات والدول، لما لها من انعكاسات إيجابية متنوعة على النشء، وقطاع الشباب، إضافة إلى انعكاساتها الإيجابية على التنمية الشاملة التي تتأثر وتؤثر في القطاعات الرياضية، وهو أمر أعطى المسؤول الأول عن الرياضة لديهم الحق في تبني سياسات التطوير والتغيير والبناء وفق إستراتيجيات عصرية مثمرة، وسمح له بدخول مجلس الوزراء، وهو ما نحتاجه في المملكة.

شكراً للهيئة الملكية بالجبيل

تستحق الهيئة الملكية بالجبيل الشكر والتقدير على جهودها في تنفيذ مشروع صيانة المدارس الحكومية في مدينة الجبيل، وهو عمل مثمر أسهم في معالجة بعض مشكلات المباني الحكومية في المدينة. الرئيس التنفيذي، الدكتور مصلح العتيبي، صرح في أكثر من مناسبة أن الهيئة تمد يدها للجميع، وهي مستعدة للتعاون المثمر مع الإدارات الحكومية وبما يخدم الجبيل وأهلها.

أجزم بأننا في أمس الحاجة إلى تفعيل برامج المشاركة التنموية والتحرك السريع لتشكيل فريق تنسيقي بين الهيئة الملكية والجبيل لوضع الخطط الكفيلة برفع مستوى التعاون، وتحفيز المبادرات والبرامج التنموية، وتحقيق العمل المنظم وفق خطة إستراتيجية متكاملة تسهم في تنمية الجبيل ومعالجة مشكلاتها الخدمية، وردم الهوة التنموية بين المدينتين. عندما يرتفع الحس الوطني، والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، تتهاوى جميع المعوقات.

f.albuainain@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب