30-08-2014

حَمانا الله منْ تقنيات الاتصال الحديثة

الإنسان المعاصر يعيش حالة من الثورة العلمية غير المسبوقة في تقنيته الاتصال، ويكاد الإنسان يعجز عن متابعة التطور التقني، ففي كل يوم هناك تحديث وتقنية جديدة وأصبح العالم ليس قرية صغيرة بل حي صغير. سواء كان الإنسان في السيارة أو القطار أو الطائرة أو الباخرة يستطيع وبضغطة زر استخدام ما بين يديه من أجهزة في الغوص في عالم فسيح من السلبيات والإيجابيات وكسر الحواجز. حقاً يقف الإنسان أمام تحديات عديدة ويواجه متغيرات متسارعة، ومعلومات متضخمة تجبره على مواكبتها أو يراوح في مكانه.

نحنُ في فترة زمنية ليس هناك شيء ممنوع فالمعلومات والصور والمواقع تحصل عليها بسرعة، البعض يحاول منع أولاده وبناته وأفراد عائلته من ذلك لكن هناك طرق أخرى للحصول عليها. وفي المقابل هناك من يستخدم هذه المواقع استخداماً يخدم المجتمع ويعزز روابطه ويثري ثقافة وعلم أفراده ويسهم في نشر المعلومات والأخبار القيمة وينمي خبراتهم وإمكانياتهم اللغوية والمعرفية. في رأيي الشخصي بعض المواقع حلّتْ محل اللقاءات العائلية الحميمة لدى كثير من العائلات فأفراد العائلة باتوا كالأغراب الذين يعيشون تحت سقف واحد ولكن حياتهم تقريباً افتراضية، فحين يريد الولد شيئاً من أبيه يرسل إليه رسالة عبر الهاتف مثلاً، ويرد الوالد في غالب الأحيان بالطريقة ذاتها. وبدأنا نشعر بالأبواب المغلقة عند البنات والشباب فهم يعيشون في عالمهم الخاص.

تري ما مدى تأثير برنامج الواتس آب على الشباب والبنات من الناحية الدينية ومن ناحية الثقافة والقيم؟ للأسف هناك شريحة كبيرة يقومون باستخدام تلك البرامج بطريقة سلبية. من تلك السلبيات تبادل مقاطع فيديو وصور غير لائقة مع الآخرين، عدم التأكد من صحة ودقة أي برود كاست ديني، تصوير الآخرين ونشرها بدون علمه، استخدام ألفاظ بذيئة عند التحدث مع الآخرين والمزيد حمانا الله. كيف نحميهم؟ نحميهم بتقويه الوازع الديني والمتابعة بطريقة غير مباشرة والتربية الحسنة والحوار معهم حول كيفية الاستخدام المفيد. من أخطر ما يواجه المجتمع الإشاعات، وكيفية المساهمة في نشرها دون أي مراعاة وقيم. الإشاعة مُعول هدم وقتل كل ما هو جميل في استطلاع أجراه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حول الإشاعات في مجتمعنا ومدى تأثيرها على الرأي العام كانت النتيجة ما نسبته (82.9%) من المشاركين على أن الشائعة تسهم في التأثير على الرأي العام. ومن الآثار السلبية في وسائل الاتصال الاجتماعي عملية الابتزاز التي كنا لا نعرف معناها واليوم نقرأ عنها الكثير وهذا مثال كشفت الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن تمكنها من تخليص 4 سيدات من بعض الذكور دأبوا على ابتزازهن والتشهير بهن عبر وسيلتي التواصل الاجتماعي «تويتر» و»الواتساب.

اتساءل لماذا البعض يسيء استخدام تلك التقنيات، أليست منفعتها أكثر من ضررها حين نفكر بطريقه علمية وواقعية. الأم تفرح كثيرا حين ترى طفلها الصغير الذي لم يتجاوز عمره السنتين وهو يلعب بإصبعه الصغير على سطح الآيباد، هذا الفرح ربما يغضبها. أخيراً من الصعب منع أو وضع رقابة على الاستخدام السيئ لكننا نستطيع التوجيه بالاستخدام المفيد في المدارس والمساجد والحملات التثقيفية. وعلى وزارة التربية والتعليم (بنين وبنات) إعطاء وقتٍ كافٍ للمعلمين والمعلمات في شرح المفيد والضار. أقتبس: قال لقمان لولده ((يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك)).

sureothman@hotmail.com

www.o-abaalkhail.com

مقالات أخرى للكاتب