01-09-2014

مبنى الملحقية الصحية في لندن لا يشرف يا معالي الوزير

لا يختلف اثنان على اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استكمال بناء البنية التحتية لمختلف القطاعات التنموية، خاصة وأن المملكة تعيش طفرة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، ولذا نجد أن الملك عبدالله ـ حفظه الله ـ وعلى امتداد السنوات العشر الماضية، وجه بتخصيص مئات المليارات من الريالات لاستكمال تشييد تلك البنية التحتية من خلال التوسع في بناء وإنشاء الجامعات والمطارات وشبكات الطرق والمستشفيات وغيرها من المباني والمقار الحكومية التي تم إنشاؤها وتملكها داخل المملكة وخارجها (كالسفارات والقنصليات والمكاتب السعودية المختلفة).

وخلال الأيام القليلة الماضية، رافقت صديق لمبنى الملحقية السعودية الصحية في العاصمة البريطانية، وقد صعقت عندما شاهدت ذلك المبنى المتواضع لمقر الملحقية الصحية السعودية بلندن فالمكاتب قليلة جداً وضيقة ومتواضعة، والمبنى لا يوجد فيه أي مصعد للمرضى، حيث لا يوجد سوى سلالم مبتذلة تمثل خطورة على حياة المرضى المراجعين للملحقية وذويهم، كما أنه لا يوجد أي موقف لسيارات المرضى أو منسوبي الملحقية، وباختصار فإن مقر الملحقية الصحية بلندن متواضع في كافة جوانبه، ويعتبر واجهة غير مشرفة لنا كسعوديين، والأسوأ من ذلك أنه مبنى مستأجر، وتتكبد ميزانية وزارة الصحة سنوياً ملايين الريالات كمبالغ استئجار.

معالي المهندس عادل الفقيه، وزير الصحة المكلف، الجميع يترقب التطور الجذري الذي سيحدثه معاليكم في مختلف الوحدات والخدمات الصحية، ونرجو من معاليكم أن يكون للمكاتب والملحقيات الصحية السعودية خارج المملكة، نصيب من هذا التطور، خاصة تلك التي مستواها متواضع مثل مقر ملحقيتنا الصحية في لندن، وإذا كانت وزارة الخارجية قد أنشئت وتملكت مبنى نموذجياً بوسط لندن للسفارة والقنصلية، كما تمكنت وزارة التعليم العالي من إنشاء وتملك مبنى نموذجي لخدمة مبتعثينا في بريطانيا، فإن من حق المرضى السعوديين في بريطانيا أن يكون لهم المبنى والمقر المناسب.

معالي المهندس عادل الفقيه، نرجو أن تقف بنفسك على ذلك المستوى المتواضع للملحقية الصحية السعودية بلندن، وأنا على يقين بأن معاليكم لن يرضى بأن تتم الإساءة للمرضى السعوديين في الخارج من خلال استمرار مثل تلك المباني والمقار المتواضعه،

معالي المهندس، يدرك معاليكم الطفرة الاقتصادية والمالية التي تعيشها مملكتنا الغالية في الوقت الحاضر، والأهم من ذلك أن معاليكم يدرك الدعم اللا محدود الذي يوليه مليكنا الغالي في سبيل اكتمال تشييد منظومة البنية التحتية لمختلف القطاعات التنموية، ولذا فإن ليس من حق وزارة الصحة أن تستمر في استئجار تلك الملحقيات الصحية المتواضعة والتي لا تشرف بلداً كالمملكة العربية السعودية، وعلى وزارة المالية أن تدعم وزارة الصحة لتحقيق ذلك.

dralsaleh@yahoo.com

الأمين العام لمجلس التعليم العالي

مقالات أخرى للكاتب