02-09-2014

لا يهمكم الرأي العام

ينقص الكثير من المؤسسات وضوح الرؤية في التعامل مع الجمهور. ويعود السبب في ذلك إلى اعتقاد المسؤولين التنفيذيين بأنهم «أبخص» من غيرهم في هذا الجمهور، ناسين أو متناسين أن التعامل مع المستفيدين من الخدمة أو مع الرأي العام، تحتاج إلى حرفية مبنية على تحصيل علمي وتأهيل وتدريب متخصص. وبالمناسبة، فإن أياً من هؤلاء المسؤولين لن يوافق على تعيين موظف «عليمي» على رأس إدارة الشؤون المالية أو إدارة تقنية المعلومات، لأنه يعرف تماماً بأن هذا الشخص، سوف «يجيب العيد»! أما التعامل مع الجمهور، فهو جدار قصير بالنسبة لمعظم القيادات التنفيذية الحكومية والأهلية، ومن الممكن أن يُوضع فيها الشخص الأقل تأهيلاً وخبرة، أو الشخص الذي له واسطة قوية!

من أكثر ما يتذمر منه المواطنون والمقيمون، هو انقطاعات الخدمة التي يستفيدون منها في أوجه حياتهم اليومية، كالكهرباء أو الماء أو الهاتف. وعلى الرغم من حجم التذمر الكبير الذي عادة ما يلي أيٍّ من هذه الانقطاعات، إلا أننا لم نسمع يوماً أنه تم احترام الرأي العام، وتمَّ تنظيم مؤتمر صحفي يشرح مبررات الانقطاع وخلفياته. وهذا لأنه ليس ثمة اعتبار للمستفيد من الخدمة، ولا للمؤسسات القانونية التي قد يلجأ لها.

في النهاية، هناك من يدعم أخطاء القطاعات الحكومية والأهلية عبر مقولة:

-لا يهمكم الرأي العام!

مقالات أخرى للكاتب