03-09-2014

ابتلاء أم عقاب..؟

يحدث أن تتساقط المصائب على حياتك دفعة وحدة كأنما بوابة انتقام عملاقة شرعت وتزاحمت منها أخبار السوء لتسحقك تحت جنونها.. ويحدث كذلك أن تعقد السعادة معك صلحا وتمنحك الفرح دون حساب.. أما الذي لن يحدث البتة.. أن تفهم على وجه اليقين والدقة.. كيف يسير مخطط الكون لحظة يستهدفك بالمصائب أو الأفراح!

لن تدري أهي نتيجة أم سبب.. ولن تتأكد أي جانب تأخذه للفهم.. إن كان تفسير أهل الطاقة وقانون الجذب.. أم تحليل الجانب الروحاني الذي لا يسعه أن يقدم لك تأكيدا لموقعك ما بين الابتلاء أو العقاب.. فهل تبدأ بالحمد أم بالاستغفار.. وهل أنت المحبوب المبتلى.. أم المغضوب عليه المعاقب!

في خضم هذا التيه العجيب.. لا أظن أن الإنسان يحتاج تفسيرا بقدر ما هو مضطر لتحديد الخطوة الأهم كي يقوم بها ويصل إلى الحل.. كالذي يملك جهازا معقدا يقدم له خدمة ما.. عليه أن يعرف كيف يتعامل معه ويستفيد منه.. أكثر من فهمه لتفاصيل طريقة اختراعه وابتكاره.. إلا أن كان مجاله.. ويحاول أن يحدث فارقا ويصنع جديدا.

قرأت مرة «عندما يهاجمك نمرا.. فليس الوقت مناسبا لتدريبه» بمعنى أن حماية نفسك تأتي أولا.. لأن النتيجة هنا أعمق من السبب.. وعند حصولها فليس للأسباب قيمة تذكر.. وهنا تحديدا تقع كوارث التربية.. وانهيار العلاقات.. وارتباك العمل.. يضيع الوقت في البحث عن مسئول ليأخذ لائمة التقصير.. بينما تغيب محاولات إيجاد الحلول.. كمن يناقش مخاطر السرعة على رأس مصاب بحادث خطير بدلا من إسعافه.. وتطير روحه إلى ربها وصاحبنا يحلل الموقف!

لذا قبل أن تغيب في معمعة الأسباب.. وقبل التفكير في الحل.. عليك أن ترتب ملف الطوارئ عندك.. هناك أمور مستعجلة وأخرى يمكنها أن تنتظر.. أمر مصيري وآخر يمكن غض الطرف عنه لانعدام الضرر.. وبعد أن ترتب الأولويات بحسب الضرورة.. خذ الأول وابحث عن الحل.. فبعض الأمور تترك للوقت.. لأنه يتكفل بعلاجها بالنسيان أو تفقد وقعها مع تقادم الزمن.. وأمور تحتاج إلى مبادرات منك شخصيا.. وأمور تتعايش معها متجاهلا إياها كأنما هي غير موجودة.. وأمور فائضة عن الحاجة يمكنك أن تلغيها تماما من اهتمامك دون التفاتة.

وتذكر عند النوازل تعتبر مصيدة الأسباب فخا ليس له قاع.. يغيبك عن سبل الخلاص والعدو الحقيقي.

amal.f33@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب