05-09-2014

التسوُّل بين المكافحة والتعاطف!!

ما أعرفه هو وجود خط هاتفي، يتم من خلاله التواصل مع مكاتب مكافحة التسوُّل للإبلاغ عن المتسولين، ولكن هذا الخط بارد كبرودة أعصاب موظفي المكافحة! حتى لتظن أن من يتلقى البلاغ خارج الخدمة، أو أن الهاتف تابع للمتسولين وليس لمكافحتهم! مثله مثل خط عين النظافة التابع لأمانة منطقة الرياض تماماً!

علمتُ مؤخراً بأن محاربة المتسولين وملاحقتهم من مسؤولية الشرطة! إذ قرأت تحقيقاً وشاهدت صوراً في إحدى الصحف، تظهر رجال الشرطة وهم يلاحقون المتسولين عند إشارات المرور، ويتبعونهم، ويجرون خلفهم حتى يتم القبض عليهم!

وعادة، تأتي الملاحقة (مؤقتة) عبر حملة أمنية تقوم بها شرطة العاصمة لضبط شبكات التسول ومشغلي الأطفال والنساء في التسول. وقد كشفت الحملة كثيراً من مخالفي نظام العمل والإقامة يمتهنون التسوُّل أو البيع عند إشارات المرور وأمام المجمعات التجارية والمساجد والمستوصفات، وبالقرب من الصرافات الآلية، وحتى أمام بوابات بعض الدوائر الحكومية التي يرتادها المراجعون، كالمحاكم وكتابات العدل!

وكشفت حصيلة الحملة الأمنية ـ ليوم واحد فقط ـ عن ضبط 338 مقيماً من جنسيات مختلفة، ثبت تورط (77) منهم في العمل بالتسول، و(41) منهم بالتسول تحت ستار الباعة المتجولين، و(220) منهم من مخالفي نظام الإقامة والعمل، يفترشون الأرصفة لجلب تعاطف الناس معهم، وهو تسول مقنّع!

ولعل إدارة الضبط الإداري بشرطة منطقة الرياض تنشط لوضع آلية عمل ميدانية مستمرة، والقيام بحملات منظمة لمكافحة ظاهرة التسول التي تشوه وجه العاصمة، فضلاً عما ينطوي تحتها من عمليات نصب وتحايل باستدرار عطف الناس والحصول على الأموال دون عمل.

وظاهرة التسول لا تقتصر على الرياض فحسب، بل تشمل مناطق المملكة كافة، وتنشط فيها النساء اللاتي يستعطفن الناس بالوقوف تحت حرارة الشمس وحمل الأطفال الرضع.

والحق أن المسؤولية مشتركة بين وزارة الداخلية، ممثلة بالشرطة، ووزارة العمل باعتباره من وسائل الكسب السهلة وغير المشروعة. فوجود المتسولين في الشوارع يعدّ شكلاً غير حضاري وخطراً ولا إنساني إطلاقاً.

وتقع المسؤولية الكبرى على المواطنين والمقيمين باستمرار هذه الظاهرة وتفشيها؛ إذ إن الامتناع عن منحهم النقود هو السبيل الأجدى للقضاء على التسول وقطع دابره.

أما إدارة مكافحة التسول التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية فأرجو أن توقف أنشطتها وتوعيتها؛ فقد تعبت، وآن لها أن تستريح!! فالشرطة ستقوم بدورها. وأتمنى منهم رفع سماعة الهاتف وشغل الخط؛ لكي يتوقع المتصل أن هناك مواطناً آخرَ يبلّغ عن حالة تسول، براءة للذمة وحفظاً لماء الوجه!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب